سرطان الرئة

الرئة هي العضو المسؤول عن التنفس، ولكل شخص رئتان تقعان في القفص الصدري. ترتبط الرئتين بالجهاز التنفسي والذي يبدأ من جوف الأنف والفم ليتجمع ويشكل القصبة الهوائية (الرغامى-) والتي تمر في الرقبة ومن ثم الصدر، وتتشعب الى قصبات أخرى تبدأ بالقصبات الرئيسية- والتي تدخل الرئتين- وتتشعب هي الأخرى لقصبات أصغر داخل الرئتين. تُبطن القصبات الهوائية بغشاء مخاطي  والتي تحوي خلايا ظاهرية وتقوم بافراز المخاط، كما توجد أنواع أخرى من الخلايا كالخلايا الغدية.

سرطان الرئة هو تكاثر خبيث وغير مُنتظم لخلايا موجودة في الرئة. يُشكل سرطان الرئة مُشكلة صحية عالمية كُبرى ذو تأثير كبير على حياة الانسان. يُعتبر سرطان الرئة السبب الأول للموت من السرطان، وغالباً ما يُصيب كبار السن، وهناك أمور عديدة تُشكل عوامل خطورة وأسباب أهمها التدخين. قد يؤدي سرطان الرئة الى أعراض كالسعال المزمن وضيق النفس، أو الى مضاعفات كارتفاع تركيز الكالسيوم في الدم. يملك سرطان الرئة القدرة على الانتشار الى أعضاء خارج الرئة، كالكبد، العظام وأخرى. يؤدي سرطان الرئة الى الوفاة في العديد من الحالات وذلك بسبب اكتشافه في المراحل المتأخرة وصعوبة علاجه. لذا تكمن أهمية كُبرى في تجنب سرطان الرئة والوقاية منه وذلك بتجنب عوامل الخطورة. تتوفر عدة امكانيات علاج لسرطان الرئة، كالمعالجة الجراحية، العلاج الكيميائي أو العلاج بالأشعة.

يُصيب سرطان الرئة كبار السن، بعد سن الخمسين، ويُصيب شخصاً من بين كل 14 شخصاً. رغم ان حالات الوفاة التي قد يُسببها سرطان الرئة تتعلق بمرحلة سرطان الرئة، الا أن سرطان الرئة يُعتبر أبرز الأسباب للموت بسبب السرطان. وقد قلت الوفاة من سرطان الرئة منذ سنوات الثمانين.

أنواع سرطان الرئة:

ينشأ سرطان الرئة غالباً من طبقة الخلايا الظاهرية التي تُبطن القصبات داخل الرئة. يتم تصنيف سرطان الرئة الى نوعين رئيسيين:

سرطان الرئة ذو الخلايا غير الصغيرة: يُشكل 85% من سرطان الرئة.

سرطان الرئة ذو الخلايا الصغيرة: ويُشكل 15% من سرطان الرئة

لكل نوع من نوعي سرطان الرئة توجد أنواع أخرى عديدة تتعلق بمبنى الخلايا.

 تكمن أهمية تصنيف سرطان الرئة الى أنواع بسبب اختلاف العلاج بين النوعين الرئيسيين، كما أن سرطان الرئة ذو الخلايا الصغيرة يُعتبر أكثر خطورة، وأقل استجابةً للعلاج من سرطان الرئة ذو الخلايا غير الصغيرة

عوامل خطورة سرطان الرئة:

هناك عدة عوامل تؤدي الى سرطان الرئة، أبرزها التدخين. كما أن التعرض لمواد أخرى وعوامل وراثية تلعب دوراً مهماً في زيادة خطورة سرطان الرئة. أهم العوامل هي:

– التدخين:
يُعتبر التدخين أبرز عوامل الخطورة للاصابة بسرطان الرئة، وذلك لأنه يحوي العشرات من المواد المسرطنة. جميع أشكال التدخين تزيد من خطورة سرطان الرئة، السجائر، الأرجيلة الغليون وحتى مضغ التبغ. يُشكل التدخين أيضاً عامل خطورة لسرطان الفم، اللثة، القصبة الهوائية والحنجرة. تزداد الخطورة مع ازدياد كمية التدخين. تنخفض خطورة سرطان الرئة بعد الاقلاع عن التدخين لمدة 5-10 سنين على الأقل، ويبقى الاحتمال مرتفعاً خلال هذه الفترة، وحتى بعدها حيث أن المدخن يبقى دائماً بخطورة حدوث سرطان الرئة حتى ولو أقلع عن التدخين.

التدخين القسري:

ان التعرض للتدخين عبر التواجد في بيئة مليئة بالتدخين يزيد أيضاً من خطورة سرطان الرئة.

– عوامل بيئية:

عوامل بيئية عديدة وخاصةً مواد مُسرطنة تؤدي لزيادة خطورة سرطان الرئة. قد يتم التعرض لهذه المواد خلال العمل او في البيئة أو البيت. أهم هذه العوامل هي:

  غاز الرادون: ويوجد في صناعة الفحم، الا أنه قد يوجد في جوف الأرض ومنها يتبخر الى البيوت ويتم استنشاقه. يفتقد غاز الرادون للرائحة واللون لذا لا يُمكن تمييزه. تقوم بعض الدول بفحص وجود الرادون في المناطق السكنية.

  الاسبستوس: يُستخدم في مصانع السيارات، السفن، وفي ورشات البناء. اذا ما تعرض الانسان للتدخين بالاضافة الى الاسبست فان الاحتمال يزداد أكثر. يؤدي الاسبستوس لسرطان الرئة بعد مرور 25-40 عاماً على الأقل.

  الارسنيك: معدن يوجد في المبيدات الحشرية المُستخدمة في الزراعة.

  معادن ثقيلة أخرى: كالنيكل، الخروميوم وأخرى قد تؤدي لسرطان الرئة، ولكنها أقل أهمية.

– الجيل:

لا يحدث سرطان الرئة قبل سن الأربعين، ومُعظم الحالات تحدث في السن المتقدم، بعد سن الخمسين خاصةً.

– أمراض الرئة السابقة:

أهم الأمراض المزمنة في الرئة التي تزيد من خطورة سرطان الرئة هي الداء الرئوي المسد المزمن.

– التغدية:

توجد علاقة بين التغذية وبين سرطان الرئة، حيث أن تناول الدهنيات وقلة الفيتامينات تزيد من خطورة سرطان الرئة، بينما تناول الفواكه والخضار تقي من سرطان الرئة.

– عوامل وراثية:

توجد أهمية لعوامل وراثية، حيث أن وجود سرطان الرئة لدى أحد الأقرباء من الدرجة الأولى (الوالدين والاخوة والأخوات) يزيد من خطورة الاصابة بسرطان الرئة.

أعراض سرطان الرئة:

رغم أن سرطان الرئة قد يكون عديم الأعراض، الا أن أعراض سرطان الرئة تظهر في مُعظم حالات سرطان الرئة، الا أن هذه الأعراض تُشبه اعراض أمراض رئوية أخرى أقل خطورة كالتهاب الرئة أو أمراض مزمنة أخرى. لذا ليس من السهل تشخيص سرطان الرئة في جميع الحالات. غالباً ما تكون أعراض سرطان الرئة مزمنة وتستمر لمدة طويلة، الا أنها قد تظهر بشكل مفاجئ في بعض الأحيان.  أهم الأعراض هي:

– السعال المزمن المستمر لمدة أشهر ولا يستجيب لعلاج ما، والذي يكون مصحوباً عادةً بافرازات مخاطية (أي البلغم) والذي قد يكون أصفر اللون، بنياً أو دموياً.

– نفث الدم:أي سعال الدم، وذلك نتيجة لنزيف السرطان داخل الرئة.

– ضيق النفس.

– الازير:وهو صوت يُشبه الصفير يُسمع عند تنفس المريض وخاصةً في الزفير، وهو نتيجة لانسداد القصبات بسبب وجود الورم السرطاني.

– التهاب الرئة:قد تلتهب الرئة بسبب انسداد القصبات التي يؤدي اليها الورم السرطاني، ويؤدي الأمر الى ألم الصدر، السعال، الحرارة المرتفعة وأعراض أخرى.

– ألم في الصدر:ويكون الألم حاداً أو مزمناً ويسوء عند الشهيق والحركة.

– فقدان الوزن.

– فقدان الشهية.

– التعب والارهاق المستمر.

– الحرارة المرتفعة.

– قد تظهر أعراض أخرى نتيجة انتشار سرطان الرئة الى أعضاء مجاورة وتشمل:

عسر البلع: وذلك نتيجة انتشار سرطان الرئة الى المريء أو الضغط عليه من الخارج.

بحة الصوت: وذلك نتيجة انتشار الورم السرطاني الى الأعصاب المسؤولة عن الحنجرة أو الضغط على هذه الأعصاب من الخارج.

ضيق النفس والفواقة: أي الحازوقة وذلك نتيجة لاصابة الأعصاب المسؤولة عن حركة الحجاب الحاجز.

ألم في الصدر: نتيجة لكسر الأضلاع اذا ما انتشر الورم السرطاني الى القفص الصدري.

ضمور عضلات اليد وضعفها: اذا ما ضغط الورم السرطاني الرئوي على أعصاب اليد، ويبرز الأمر اذا ما كان الورم في قمة الرئة.

متلازمة الوريد الاجوف العلوي: الوريد الأجوف العلوي هو الوريد الذي ينصب فيه الدم من الرأس، الرقبة واليدين، واذا ما أدى الورم السرطاني الرئوي الى انسداد الوريد الأجوف العلوي، فان الدم يتراكم في الأعضاء التي تنصب في الوريد. يؤدي الأمر الى انتفاخ الوجه واليدين، احمرار الوجه، بروز الأوردة على الصدر، وانتفاخ الرقبة.

متلازمة هورنر: مجموعة من الأعراض التي تنتج عن ضغط الورم السرطاني الرئوي على الأعصاب مما يؤدي لسقوط الجفن، عدم وضوح الرؤية وأعراض أخرى.

تراكم السوائل في الجوف الجنبي مما يؤدي لضيق النفس.

انتشار سرطان الرئة الى القلب مما يؤدي لالتهاب التامور، ألم في الصدر، فشل القلب واضطراب نظم القلب.

تشخيص سرطان الرئة:

ان تشخيص سرطان الرئة وفقاً للأعراض والتاريخ المرضي صعباً بعد الشيء، رغم ذلك اذا ما شكى احدهم من الأعراض أعلاه ولمدة مُستمرة عليه التوجه للطبيب. يقوم الطبيب بالسؤال عن التاريخ المرضي ويقوم بالفحص الجسدي، وخاصةً في الرئة لاكتشاف أعراض وعلامات سرطان الرئة.

الا أن الطبيب يحتاج لاختبارات لتشخيص سرطان الرئة. كما أن الاختبارات تُستخدم لتشخيص المضاعفات، تقدير انتشار سرطان الرئة وتصنيف مراحل سرطان الرئة. يحتاج الطبيب الى اختبارات تصويرية تُثبت وجود ورم أو كتلة في الرئة، واذا ما وجدت يحتاج الطبيب لاستخراج عينة من الورم.

– اختبارات الدم: لا تُستخدم اختبارات الدم لتشخيص سرطان الرئة، الا انها تُساعد في اكتشاف مضاعفات مثل:

(تعداد الدم الكامل: لاكتشاف فقر الدم – انزيمات الكبد والتي قد تكون مرتفعة عند انتشار سرطان الرئة للكبد – اختبار الشوارذ في الدم: ويدل على ارتفاع الكالسيوم أو انخفاض الصوديوم – اختبار الهرمونات في الجسم والتي قد ترتفع كجزء من مضاعفات سرطان الرئة).

– الاختبارات التصويرية: الهدف من اجراء الاختبارات التصويرية هو تحديد مكان، حجم الورم السرطاني وانتشاره الى أعضاء أخرى. كما أن الاختبارات التصويرية تلعب دوراً مهماً في تصنيف مراحل سرطان الرئة. أهم الاختبارات التصويرية هي:

التصوير بالأشعة السينية للصدر: يستطيع هذا الاختبار تصوير الصدر واكتشاف وجود كتلة سرطانية في الرئتين.

التصوير الطبقي المحوسب: ويمكن تصوير الصدر فقط لتشخيص سرطان الرئة، كما بالامكان تصوير أعضاء أخرى وعندها الملاحظة اذا ما كان السرطان منتشراً أم لا.

التصوير المقطعي بالاصدار البوزيتروني: اختبار تصويري اخر، وتكمن أهميته في امكانية تشخيص الأورام السرطانية الصغيرة في الرئة أو أعضاء أخرى، والتي لا يقدر التصوير الطبقي المحوسب اكتشافها.

التصوير بالرنين المغناطيسي: ويتم اجرائه للدماغ فقط اذا ما وجدت اعراض تُشير على انتشار سرطان الرئة الى الدماغ.

– مسح العظام: يتم اجرائه اذا ما وجدت اعراض تدل على انتشار سرطان الرئة الى العظام.

– خزعة الرئة: لكي يكتمل التشخيص، يجب اجراء خزعة واستخراج عينة من الورم السرطاني الرئوي. بعدها يتم فحص العينة في المختبر تحت المجهر، وبذلك يتم التعرف على الورم، تحديد اذا ما كان ورماً سرطانياً، تحديد نوعه وللأمر تأثير على العلاج. بالاضافة الى استخراج عينة من الورم نفسه، يُمكن استخراج عينة من العقد اللمفاوية الصدرية لتحديد انتشار سرطان الرئة اليها. يُمكن استخراج العينة بعدة طرق لاجراء خزعة الرئة وتشمل:

  تنظير القصبات: اجراء يتم فيه ادخال أنبوب من الفم الى القصبات الهوائية. يكون الأنبوب مصحوباً بكاميرا في طرفه وبذلك يستطيع الطبيب رؤية داخل القصبات الهوائية، الورم واستخراج عينة اذا ما لزم.

استخراج عينة بالابرة: ويتم استخراج العينة بعد ادخال ابرة عبر الجلد الى مكان الورم وذلك بمساعدة التصوير الطبقي المحوسب .

العملية الجراحية: في بعض الأحيان لا يُمكن استخراج العينة بواسطة الاجراءات أعلاه وعندها توجد حاجة لاجراءعملية جراحية، لاستئصال الورم او فقط لاستخراج العينة دون استئصال الورم السرطاني.

علاج سرطان الرئة:

ان علاج سرطان الرئة هو موضوع معقد وصعب، حيث ورغم تقدم امكانيات العلاج لا يزال سرطان الرئة أبرز داء سرطاني يؤدي للوفاة. يتعلق العلاج بعدة أمور كجيل المريض، وضعه الصحي ووجود أمراض سابقة، القدرة على تحمل الأعراض الجانبية. الا أن تحديد العلاج يتم وفقاً لأمرين: نوع سرطان الرئة، ومرحلة سرطان الرئة. يجب اختيار العلاج المناسب لكل حالة من حالات سرطان الرئة وفقاً للأمور اعلاه.

المعالجة الجراحية

تُجرى المعالجة الجراحية فقط لسرطان الرئة ذو الخلايا الغير صغيرة، للمراحل الأولى حتى الثالثة اذا أمكن جراحتها. هدف المعالجة الجراحية هو استئصال الورم السرطاني في الرئة، أو استئصال الرئة. عدا عن استئصال الورم، قد يتطلب العلاج استئصال العقد اللمفاوية الصدرية وذلك اذا ما كانت مصابة. جميع العمليات الجراحية تُجرى بعد التخدير الكلي ويُجريها جراح الصدر والرئة. من المهم التأكد قبل العملية الجراحية أن الباقي من الرئة سيكفي للقيام بوظيفة التنفس، لذلك قد يُجري الطبيب اختبارات خاصة للأمر. خلال جميع العمليات الجراحية يتم شق الجلد في منطقة الصدر، ومن ثم شق الصدر حتى الوصول الى الورم واستئصاله. أنواع العمليات هي:

– استئصال الفص: استئصال كلي للفص الذي يحوي الورم السرطاني.

– استئصال الرئة: استئصال كلي للرئة التي تحوي الورم السرطاني. يستطيع الانسان العيش مع رئة واحدة فقط، شرط أن تكون الرئة الأخرى سليمة وقادرة على القيام بوظيفتها.

لا يتم استئصال الورم لوحده لأن احتمال تنكس سرطان الرئة بعد ذلك مرتفع. بالاضافة الى استئصال الرئة أو الفص، قد يقوم الجراح باستئصال العقد اللمفاوية الصدرية. غالباً ما يتم اضافة العلاج الكيميائي بعد المعالجة الجراحية.

يُمكن استبدال العملية الجراحية بالعلاج بالأشعة لمرضى المرحلة الأولى اللذين لا يُمكن اجراء الجراحة لهم.

العلاج الكيميائي

العلاج الكيميائي هو علاج بأدوية تُبطئ تكاثر الخلايا أو تُوقفه كلياً. يؤثر العلاج الكيميائي على الخلايا التي تتكاثر بسرعة (كخلايا السرطان) وبذلك يمكن علاج السرطان، كلياً أو جزئياً. الا أن لهذه الأدوية أعراض جانبية وخاصةً على الأنسجة التي تتكاثر خلاياها بسرعة كخلايا الدم، الجهاز الهضمي وأخرى. أغلب الأدوية الكيميائية تُعطى عن طريق الوريد وليس بالفم، ويتم تناولها مرة في الأسبوع ولمدة عدة أسابيع. كل دورة علاج هي عبارة عن عدة أسابيع من تناول الأدوية الكيميائية.

يُستخدم العلاج الكيميائي في الحالات التالية:

– علاج اضافي لعلاج سرطان الرئة ذو الخلايا الغير صغيرة في المراحل الأولى حتى الثالثة.

– علاج سابق للعملية الجراحية في حال سرطان الرئة ذو الخلايا الغير صغيرة في المرحلة الثالثة.

– علاج سرطان الرئة ذو الخلايا الغير صغيرة في المرحلة الرابعة.

– علاج سرطان الرئة ذو الخلايا الصغيرة المحدود والواسع.

أهم الأعراض الجانبية:

– تعب، ارهاق.

– الغثيان والقيء.

– تساقط شعر الرأس.

– الطفح الجلدي.

– فقر الدم، قلة كريات الدم البيض مما يزيد من احتمال العدوى، وقلة صفائح الدم مما يزيد من احتمال النزيف.

– الاخدرار والنخز في الأطراف لأن العلاج الكيميائي قد يضر الأعصاب.

العلاج بالأشعة:

العلاج بالأشعة يعني توجيه أشعة سينية (X- Ray) عالية الطاقة الى العضو المصاب بالسرطان. يؤدي الأمر الى ضرر للخلايا السرطانية، وبذلك يُسبب موتها. كما أن العلاج بالأشعة يمنع خلايا السرطان من الانتشار. غالباً ما يتم العلاج بالأشعة عند استلقاء المريض ومن ثم توجه الأشعة، من جهاز خاص، للعضو المُصاب. يتم العلاج بالأشعة 5-6 أيام في الأسبوع، ولمدة 5-6 أسابيع في أغلب الحالات.

يُستخدم العلاج بالأشعة في الحالات التالية:

– علاج سرطان الرئة ذو الخلايا الصغيرة المحدود.

– العلاج التلطيفي لسرطان الرئة ذو الخلايا غير الصغيرة بالمرحلة الرابعة.

– علاج سابق للعملية الجراحية في حال سرطان الرئة ذو الخلايا الغير صغيرة في المرحلة الثالثة.

– علاج اضافي للعملية الجراحية في حال سرطان الرئة ذو الخلايا الغير صغيرة في المرحلة الثالثة.

أبرز الأعراض الجانبية هي:

– عسر البلع، وذلك اثر التهاب المريء.

– التهاب الرئة.

– انتفاخ الرئة والأنسجة المحيطة بها مما يؤدي لأعراض مشابهة لالتهاب الرئة.

– ألم في الصدر في مكان الورم.

– احمرار الجلد في الصدر.

– ضيق النفس.

العلاج التلطيفي:

العلاج التلطيفي هو مجموعة من امكانيات العلاج هدفها تلطيف الألم والأعراض لدى المريض، وذلك في الحالات المتقدمة من سرطان الرئة والتي لا يُمكن الشفاء منها، بعد أن انتشرت النقائل الى أعضاء تبعد عن الرئة.

– بزل السائل الجنبي: قد يؤدي سرطان الرئة الى تراكم السوائل في الجوف الجنبي حول الرئة، ويؤدي الأمر الى ضيق النفس. يُمكن تلطيف هذه الحالة بواسطة بزل السائل، ويعني استخراج السائل من مكانه باستخدام ابرة خاصة لذلك. يُمكن اجراء عملية جراحية لأجل ذلك أيضاً.

– نقائل الدماغ: تؤدي نقائل الدماغ لأعراض عصبية عديدة ويُمكن علاجها بالمعالجة الجراحية لاستئصالها، أو علاجها بالأشعة اذا كانت متعددة.

– نقائل العظام: تؤدي نقائل العظام الى ألم في العظام وكسور في موقعها. يُمكن علاج نقائل العظام بالأشعة أو العلاج الكيميائي وذلك لتلطيف أعراضها والألم، أو العلاج بأدوية البيسفوسفانات  والتي تُخفف من ألم العظام ومن احتمال الكسر.

– من المهم أيضاً العلاج بأدوية مسكنة للألم لأن المرضى في هذه المراحل يشكون من ألم شديد.

– يجب عدم اهمال مشاعر المريض ورغباته، ومساعدته عاطفياً وان كان ذلك بوجود العائلة، او باستدعاء طبيب نفساني لكي يُساعد المريض على المرور بمحنته.

الوقاية من سرطان الرئة:

توجد أهمية كبرى للوقاية من سرطان الرئة، حيث أنه يُمكن تجنب سرطان الرئة بشكل ممتاز اذا ما ابتعدت الناس عن عوامل الخطورة. تتركز الوقاية من سرطان الرئة حالياً في تشجيع المدخنين على الاقلاع عن التدخين، وتجنبه كلياً. قد يحتاج المدخن الى مساعدة كتناول أدوية تُستخدم للاقلاع عن التدخين أو تلقي ارشادات خاصة، أو الالتقاء بمجموعات هدفها الاقلاع عن التدخين. على الطبيب مساعدة المدخن بجميع الوسائل الممكنة. كما أن الطبيب مُكلف بارشاد المدخن والشرح عن أضرار التدخين، وأبرزها سرطان الرئة. حتى اليوم لا يوجد فحص يُمكنه تحري سرطان الرئة بشكل ممتاز، ومن الأفضل الوقاية من سرطان الرئة.