سرطان المثانة

سرطان المثانة هو نوع من السرطان الذي يبدأ في المثانة، وتوجد عدة أنواع من سرطان المثانة تختلف فيما بينها بنوع الخلية المصابة بالتحول السرطاني، الا أن السرطان غالباً ما يصيب الخلايا المبطنة للمثانة. يشكل هذا السرطان حوالي ٢٥٪ من حالات المرض في أقسام جراحة المسالك البولية في المستشفيات، ويحتل المكان الخامس من بين جميع أنواع السرطان. يؤدي سرطان المثانة لعدة أعراض أبرزها الدم في البول. لسرطان المثانة عدة مراحل، لكن غالباً ما يتم تشخيصه في المراحل المبكرة عندما يكون قابلاً للعلاج، وعدة إمكانيات علاج أهمها المعالجة الجراحية.

عوامل خطورة سرطان المثانة:

العديد من العوامل ترتبط بسرطان المثانة، وخاصة المواد المسرطنة التي قد تتراكم في البول. عند تراكم المواد المسرطنة فإنها تنتقل للمثانة وتستقر بها، مما قد يؤدي لتحول سرطاني لخلايا المثانة. أهم العوامل هي:

·  العمر: التقدم في السن يزيد من احتمال الإصابة بسرطان المثانة.

·  الجنس: يصاب الذكور بسرطان المثانة اكثر من النساء.

·  التدخين: التدخين يزيد من احتمال الإصابة بسرطان المثانة بأربعة مرات، وذلك لاحتواء السجائر على العديد من المواد المسرطنة التي تتراكم في البول. مريض سرطان المثانة الذي يستمر بالتدخين يعاني من عودة المرض مرة اخرى.

·  السايكلوفوسفاميد: هذا الدواء هو من أدوية العلاج الكيميائي ويستعمل لعلاج انواع سرطان اخرى، وقد يؤدي للبول الدموي وايضاً لسرطان المثانة.

·  العرق: العرق الابيض هو عامل خطورة للإصابة بسرطان المثانة.

·  المواد الكيميائية: تعمل الكلى على اخراج بعض المواد من الدم وإخراجها من الجسم عبر البول. بعض هذه المواد مسرطنة وقد تسبب تحولاً سرطانياً في المثانة، خاصةً عند التعرض لها باستمرار. أهم هذه المواد هي الأرسنيك ومواد تستعمل في صناعة الدهان، الجلد والحبر ( ومعظمها خارج الاستعمال في زمننا الحالي).

·  التهاب المثانة المزمن: التهاب المثانة المزمن قد يحدث اثر عدوى مزمنة في المثانة أو اثر استخدام قسطرة المثانة باستمرار.

·  البلهارسيات: نوع من الطفيليات التي تستقر في المثانة وتسبب التهاباً مزمناً ومع الوقت قد تؤدي لسرطان المثانة. يتواجد هذا النوع من الطفيليات في مناطق معينة في العالم، خاصةً الدول النامية حيث تكون المياه غير نظيفة. نشير الى ان البلهارسيات تنتشر في منطقة مصر ونهر النيل

·  الإصابة بسرطان المثانة في السابق تزيد من خطورة الإصابة به مرة اخرى.

·  إصابة احد افراد العائلة بسرطان المثانة.

أنواع سرطان المثانة:

الاختلاف في انواع سرطان المثانة يعود للخلية التي يبدأ بها السرطان، وذلك لوجود عدة انواع من الخلايا في المثانة:

·  سرطان الخلايا الانتقالية: يشكل معظم حالات سرطان المثانة، وقد يصيب الخلايا الانتقالية في جميع المسالك البولية لذا واجب على الطبيب استبعاد وجود ورم اخر في المسالك البولية نشير الى ان الخلايا الانتقالية هي الخلايا المبطنة للمثانة، وهي الاكثر عرضة لتحول سرطاني.

·  سرطان الخلايا الحرشفية: يشكل نسبة صغيرة من حالات سرطان المثانة ويرتبط بالبلهارسيات والتهاب المثانة المزمن

·  سرطان الخلايا الغدية: ينشأ من خلايا الغدد الموجودة في الطبقة المخاطية، ويعتبر نادراً من بين انواع سرطان المثانة.

أعراض سرطان المثانة:

·  البيلة الدموية: اي البول الدموي، وذلك لان السرطان يسبب نزيفاً في المثانة. يصبح لون البول بني داكن، او يميل للأحمر، وقد يكون احمراً فاقعاً. قد يكون الدم في البول غير ظاهر للعين المجردة، وعندها يتم اكتشافه بواسطة تحليل البول.

·  عسر البول: ألم خلال التبول

·  ألم الحوض.

·  ألم الظهر السفلي.

·  إلحاح البول: أي الشعور بحاجة ماسة للتبول الفوري.

تشبه هذه الأعراض أعراض التهاب البول، وأعراض تضخم البروستاتا، لذا قد يتأخر تشخيص سرطان المثانة.

مضاعفات سرطان المثانة:

لسرطان المثانة عدة مضاعفات، الا انها قليلاً ما تحدث. أهم المضاعفات هي تنكس المرض وعودته مرة أخرى لدى المريض، ومعظم مرضى سرطان المثانة يشكون من تنكس المرض في مرحلة ما. لذا ينصح أطباء المسالك البولية بإجراء اختبارات لترصد سرطان المثانة، وللأمر  تأثير على شدة المرض وإمكانية العلاج. مضاعفات أخرى تشمل النزيف، التهاب المثانة والمسالك البولية، ثقب المثانة، وغيرها نادرة. نادراً ما ينتشر سرطان المثانة في أعضاء أخرى، لكن الانتشار يحدث في مراحل متقدمة من المرض عند إهمال علاجه او تشخيصه. ينتشر المرض للغدد اللمفاوية، الرئتين، الكبد.

تصنيف مراحل سرطان المثانة:

يتم التصنيف وفقاً لعمق الورم في طبقات المثانة، ولذلك توجد أربعة درجات:

·  الدرجة الأولى: ينحصر الورم في الطبقة المخاطية فقط.

·  الدرجة الثانية: ينحصر المرض حتى الطبقة العضلية تحت المخاطية.

·  الدرجة الثالثة: يمتد الورم حتى طبقة الدهن المحيطة بالمثانة.

·  الدرجة الرابعة: يمتد الورم الى خارج المثانة وحتى الى أعضاء مجاورة.

تزداد احتمالات الشفاء في المراحل الاولى وتقل في المراحل المتقدمة. لذا توجد أهمية لمرحلة السرطان.

تشخيص سرطان المثانة:

بجانب التاريخ المرضي وأعراض المريض، توجد عدة اختبارات تُجرى لتشخيص سرطان المثانة:

·  تنظير المثانة: الاختبار الأهم والأكثر استخداماً، وخلال الاختبار يقوم الطبيب بإدخال أنبوب دقيق الى المثانة من خلال فتحة البول والحالب. ويحوي الأنبوب في طرفه كاميرا تصور المثانة من الداخل. يُجرى الاختبار تحت التخدير الموضعي لتلطيف الألم.

·  الخزعة: انتزاع عينة من الورم، ويمكن اجراء الأمر خلال تنظير المثانة. يمكن استئصال الورم بأكمله أيضاً خلال انتزاع العينة، وبذلك يتم علاج الورم. من المهم الحصول على عينة من الورم لمعرفة نوعه ومرحلته وتحديد العلاج وفقاً لذلك.

·  السيتولوجيا: يطلب من المريض تجميع عينة من البول، والأخيرة يتم فحصها في المختبر لوجود خلايا سرطانية والتي قد تتساقط في البول

·  الاختبارات التصويرية: تهدف الاختبارات التصويرية لتوضيح مكان الورم ومدى امتداده داخل المثانة، وتحديد مرحلة المرض. كما تساعد الاختبارات على اكتشاف أورام أخرى في المسالك البولية والتي قد تصاحب سرطان المثانة. تشمل الاختبارات التصويرية التصوير الطبقي المحوسب ، التصوير بالرنين المغناطيسي ,صورة الصدر الإشعاعية ، وغيرها.

علاج سرطان المثانة:

إمكانيات العلاج المتوفرة لسرطان المثانة تشمل المعالجة الجراحية، العلاج الكيميائي، المعالجة البيولوجية والعلاج بالأشعة. اختيار العلاج المناسب لكل شخص هو امر مهم، ويتغير العلاج وفقاً لعدة أمور- سن المريض، حالته الصحية، مرحلة المرض وغيرها.

المعالجة الجراحية:

توجد عدة عمليات جراحية لعلاج سرطان المثانة، ويتم تحديد العملية المناسبة لكل شخص وفق حالته الصحية ومرحلة السرطان.

الاستئصال من خلال الإحليل

هي عملية جراحية موضعية، تُجرى بواسطة منظار يتم إدخاله للمثانة عبر الإحليل. يحوي المنظار كاميرا ويمكن ادخال ادوات جراحية لاستئصال الورم. يمكن استئصال الورم جراحياً، أو جثه بالليزر أو بواسطة التبريد. تجرى عملية الاستئصال من خلال الإحليل بأدوات مشابهة لتلك التي يجرى فيها اختبار تنظير المثانة. عملية الاستئصال من خلال الإحليل هي عملية لعلاج الحالات المبكرة من سرطان المثانة والتي يكون بها الورم سطحياً. أهم المضاعفات هي الألم في موضع العملية والبيلة الدموية

استئصال المثانة الجزئي

عملية جراحية لاستئصال الورم السرطاني واستئصال جزء من المثانة، ويمكن اجراء العملية بواسطة تنظير المثانة او كعملية مفتوحة. استئصال المثانة الجزئي عملية تجرى لعلاج الحالات السطحية من سرطان المثانة، والتي لا يمكن استئصال الورم لوحده، انما هناك حاجة لاستئصال جزء من المثانة لإخراج الورم بأكمله. شرط اخر لإجراء العملية هو توفر امكانية استئصال الورم دون احداث ضرر شديد للمثانة والحفاظ على وظيفتها. أهم مضاعفات العملية هي النزيف، الألم الموضعي، وإلحاح البول. قد يشعر المرضى بعد العملية بإلحاح البول بسبب تقلص حجم المثانة، لكن الامر يتحسن بعد مرور مدة ما.

استئصال المثانة الكلي

عملية جراحية مفتوحة يتم بها استئصال المثانة كلياً وتُجرى لعلاج الحالات المتقدمة من سرطان المثانة والتي يخترق فيها السرطان جدار المثانة كلياً. لدى الرجال تشمل العملية استئصال المثانة بالاضافة للبروستاتة وا لحويصلات المنوية. لدى النساء تشمل العملية استئصال الرحم والمبيض. تؤدي العملية لعدة مضاعفات كالنزيف، الالتهاب الموضعي، العقم لدى النساء اثر استئصال المبيض، ضعف الانتصاب لدى الرجال اثر إصابة الأعصاب المسؤولة عن الانتصاب. يحاول بعض الجراحين عدم إصابة الأعصاب وبذلك يتفادون ضعف الانتصاب لدى الرجال.

بعد استئصال المثانة كلياً يقوم الطبيب الجراح بإجراء عملية اخرى (فوراً بعد الاستئصال، أو بعد عدة أسابيع) لاستبدال المثانة وتوفير امكانية لإخراج البول من الجسم. الإمكانيات المتوفرة هي:

·  استبدال المثانة: يتم استئصال مقطع من المعي اللفائفي، ومنه يُبنى كيس يشبه شكل المثانة. يتم وصل الكيس بالمسالك البولية ويستبدل المثانة من حيث الوظيفة. قد يحتاج المريض لقسطرة نفسه ذاتياًواخراج البول لعدة ايام او أسابيع.

·  المجرى اللفائفي: هنا يتم استئصال مقطع من المعي اللفائفي ومن ثم يتم وصله مباشرةً بالكلى، بحيث يجري البول من الكلى الى المعي. يصب مج رأى المعي في كيس خارج الجلد ويستطيع المريض إفراغ الكيس لوحده.

·  امكانية أخيرة هي صنع كيس من المعي ووصله بالحالبين: بحيث يصبح الكيس محتوى للبول. من خلال فتحة تُترك في جلد البطن يقوم المريض بإدخال قسطار نحو الكيس وإخراج البول بالقسطرة.

العلاج البيولوجي:

العلاج البيولوجي، ويسمى أيضاً العلاج المناعي ، هو علاج تستخدم فيه أدوية تحفز جهاز المناعة على محاربة الخلايا السرطانية وتدميرها. توجد عدة إمكانيات للعلاج البيولوجي، ولكن الاكثر استخداماً ونجاعة هو لقاح السل (BCG). يدخل اللقاح الى المثانة عبر الإحليل، ويؤدي لاستجابة جهاز المناعة بحيث يهاجم الاخير الخلايا السرطانية. يُستخدم العلاج للتقليل من احتمال تنكس سرطان المثانة، خاصةً بعد عملية الاستئصال عبر الإحليل. حيث يمنع اللقاح تنكس السرطان لدى ٨٠٪ ممن يتلقون العلاج.

العلاج الكيميائي:

رغم توفر العديد من الأدوية الكيميائية الا ان استئصال ورم سرطان المثانة هو الحل الافضل للشفاء منه. ينصح الاطباء بالعلاج الكيميائي في الحالات التي يكون فيها الورم كبيراً وتعمل الأدوية الكيميائية لتقليص حجمه، وذلك لإنجاح عمليات الاستئصال. يمكن تلقي العلاج من خلال الوريد أو عبر الإحليل.

العلاج بالأشعة:

سواء بوضع مواد مشعة داخل المثانة أو استخدام أجهزة أشعة خارجية . الأشعة قد تستخدم بعد الجراحة لتدمير أى خلايا سرطانية متبقية. قد يستخدم العلاج الإشعاعى إسضا لعلاج بعض العلامات المتطورة للسرطان.

الوقاية من سرطان المثانة:

الوقاية عن طريق تقوية الجهاز المناعي للجسم , واهم ما يساعد على ذلك هو تناول الخضروات و الفاكهة الطازجة بشكل يومي , و ينصح دائما بتناول كمية تعادل من ربع إلى ثلث كيلو جرام من الخضروات والفاكهة موزعة يوميا على الثلاث وجبات , مع تجنب كافة أنواع التدخين.