ماذا تعرف عن سرطان الأنسجة الرخوة؟

سرطان الأنسجة الرخوة هو مجموعة من الأورام الخبيثة التي تنشأ في النسج الرخوة في الجسم، وهى الأنسجة التي تدعم  بنى الجسم عبر الإحاطة بها أو ربطها بالأعضاء الأخرى، حيث تتضمن هذه النسج: العضلات، الدهن، الأوعية الدموية، الأعصاب، الأوتار، وبطانة المفاصل”، ولا تُعد هذه السرطانات شائعة، وتختلف أنواع (ساركومة النسج الرخوة) من نسيج إلى آخر، لكن تتشابه هذه الأنواع بالأعراض ووسائل العلاج وبعض الخصائص الأخرى.

الأعراض:

تختفي الأعراض و العلامات عادة في المراحل المبكرة لـ “ساركومة النسج الرخوة”، لكن ومع نمو الورم قد نلاحظ عدة أمور منها:

– ورم أو كتلة ظاهرة.

– ألم في حال الضغط على الأعصاب أو العضلات.

– انسداد في المعدة أو الأمعاء أو نزف معدي معوي إذا تواجد الورم في البطن أو الجهاز الهضمي.

أماكن حدوث (الساركومة):

يمكن أن تحدث “ساركومة الأنسجة الرخوة” في أي مكان بالجسم، لكن يحدث حوالي 60% منها في الذراعين والساقين واليدين أو القدمين، ويحدث حوالي 20% منها في الصدر والبطن، و10% في الرأس والرقبة.

وتسمى “ساركومة النسج الرخوة” وفقاً لنوع النسيج المصاب بالورم، وتتضمن الأمثلة ما يلي:

ساركومة عَضَلِية مخَططَة:

أكثر شيوعا عند الأطفال، وتحدث في عضلات الهيكل العظمي.

ساركومة عضلية ملساء:

تحدث في العضلات الملساء اللاإرادية، وتتواجد بشكل شائع في الرحم والجهاز الهضمي وبطانة الأوعية الدموية.

ساركومة وعائية:

تصيب الأوعية الدموية، وخصوصا تلك الموجودة في الذراعين والقدمين والجذع.

ساركومة كابوزي:

هي ورم خبيث يصيب جدران الأوعية الدموية عند مرضى العوز المناعي كالمصابين بالإيدز.

ساركومة وعائية لمفية:

تصيب الأوعية اللمفية وتُشَاهد أحياناً في الطرف المصاب بتورم مزمن، وتنشأ عادة من مناطق متعرضة للعلاج الإشعاعي أو لبعض الالتهابات المزمنة النادرة.

ساركومة زليلية:

تصيب النسيج حول المفاصل كالركبة والكاحل وتحدث عند الأطفال والشباب.

ساركومة ليفية عصبية:

تحدث في الأغشية المحيطة بالأعصاب.

ساركومة دهنية:

تصيب النسيج الشحمي في القدمين والجذع.

ساركومة ليفية:

تصيب النسيج الليفي في الذراعين والقدمين والجذع.

ساركومة ليفية جلدية:

تنمو في النسيج الموجود تحت  الجلد وتصيب غالباً الجذع والأطراف.

حالات يجب استشارة الطبيب فيها:

  • الإصابة بكتلة مستمرة النمو.
  • بداية أعراض وعلامات ساركومة النسج الرخوة كألم البطن المتزايد ووجود الدم في البراز.

الأسباب :

لا تزال أسباب معظم أنواع ساركومة النسج الرخوة مجهولة باستثناء ساركومة كابوزي التي تنتج عن عدوى فيروسية  لدى مرضى العوز المناعي.

وقد تكون الساركومة وراثية في بعض الأحيان، مثل:

متلازمة وحمة الخلايا القاعدية:

ويتعرض المصابون بهذا الاضطراب إلى خطر الإصابة بسرطانة الخلايا القاعدية، الإصابة بالساركومة العضلية المخططة أو الساركومة الليفية والسبب هو عيب وراثي.

لورم الأرومي الشبكي الوراثي:

يزيد هذا الشكل النادر من سرطانات العين عند الأطفال من خطر إصابة الطفل بساركومة النسج الرخوة بسبب مورثات الورم الأرومي الشبكي الطافرة.

متلازمة Li-Fraumeni:

تزيد هذه المتلازمة من خطر الإصابة بأمراض خبيثة متعددة تتضمن الساركومات و سرطان الصدر وسرطان الدماغ و غيرها، وتزداد حساسية الأشخاص المصابين بهذه المتلازمة للتأثيرات الجانبية للمعالجة الشعاعية.

متلازمة Gardner:

تزيد هذه المتلازمة من خطورة تسرطن الأمعاء و البطن.

الورم الليفي العصبي:

يؤدي هذا الورم إلى تغيرات متطوّرة في  الجهاز العصبي مسببة أورام غمدية عصبية, فواحد من بين كل 20 شخصاً مصابين بالورم الليفي العصبي قد يصاب بأحد الأورام الخبيثة.

التصلب الدرني:

هي أورام حميدة تترافق وبشكل شائع مع اضطرابات في التعلم واختلاجات، مع ازدياد خطر الإصابة بالساركومة العضلية المخططة.

متلازمة Werner:

ينتج عن خلل في الجين (RECQL2)، ويؤدي لمشاكل صحية عديدة منها تزايد خطر الإصابة بساركومة النسج الرخوة.

التعرض الإشعاعي:

يرتبط أحياناً الإشعاع بالساركومات التي تنتج عن التأثيرات الجانبية للعلاج الإشعاعي لسرطانات أخرى كسرطان الثدي أو اللمفوما، لكن حالياً ومع ازدياد الدقة في العلاج الشعاعي فقد تناقص خطر التأثيرات الجانبية، وأصبح الأطباء اليوم أكثر قدرة على تحديد مقدار الجرعات الإشعاعية واستهداف الورم المراد علاجه بشكل أدق.

التعرض للكيماويات:

إن التعرض لجرعات عالية من الكيماويات هو عامل آخر لحدوث ساركومة النسج الرخوة مثل: كلوريد الفينيل (Vinyl chloride) الذي يستخدم في صناعة البلاستيك، ديوكسين (Dioxin) وهو منتج ثانوي لعملية الاحتراق، المبيدات العشبية والتي تحوي حمض فينوكسي أستيك (phenoxyacetic acid).

المضاعفات:

  • يزداد نمو الأورام في ساركومة النسج الرخوة لتضغط على النسج الطبيعية مما يزيد من شدة الألم.
  • قد تسبب ساركومة النسج الرخوة قصوراً في وظيفة بعض الأعضاء عند انتشارها إليها كالزلة التنفسية الناتجة عن إصابة الرئتين بهذه الأورام.

العلاج:

يعتمد اختيار وسيلة علاج سرطان الأنسجة الرخوة مثل أنواع السرطانات الأخرى على عدة عوامل هي (الحجم – النوع – المكان – المرحلة – الانتشار إلى العقد اللمفية أو أعضاء أخرى من الجسم – صحة الجسم العامة)، وتتمثل طرق العلاج في الآتي:

الجراحة:

هي العلاج الأكثر شيوعاً لسرطان النسج الرخوة وخاصة إذا لم تنتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم، وتتضمن الجراحة بشكل عام إزالة السرطان والأنسجة السليمة المحيطة به.

أما ومع انتشار الساركومة في الجسم، فقد يبقى من خيارات العلاج المحتملة الإزالة الجراحية للأورام البدائية والثانوية.

وقد كان الخيار العلاجي سابقاً لساركومة النسج الرخوة في الذراعين والقدمين هو بتر الطرف, لكن اليوم ومع تطوّر وسائل العمل الجراحي وتوفر العلاج الكيميائي قبل وبعد الجراحة، بالإضافة إلى العلاج الإشعاعي، أصبح من الممكن تطبيق الجراحة مع الإبقاء على الطرف.

وبالرغم من ذلك، يتم اللجوء أحياناً لبتر الطرف في حال وصول الإصابة إلى شرايين وعضلات وأعصاب الأطراف.

العلاج الشعاعي:

يتضمن العلاج الشعاعي الذي يسمى أيضاً “أشعة اكس”، علاج السرطان بحزمة من الجزيئات أو الأمواج عالية الطاقة مثل أشعة “غاما” أو أشعة “أكس”.

ويؤثر الإشعاع في الخلايا السليمة كتأثيره في الخلايا السرطانية, ولكنه أكثر تأثيراً على الخلايا السرطانية، كما أن الخلايا السليمة تتخلص من التأثير الشعاعي بشكل أسرع من الخلايا السرطانية.

وينصح بهذا العلاج لمعالجة ساركومة النسج الرخوة، وقد يقترح الطبيب استخدام العلاج الإشعاعي قبل الجراحة لتقليص الورم السرطاني, أو بعد الجراحة لإيقاف نمو الخلايا السرطانية المتبقية، ويمكن أحياناً تلقي العلاج الكيماوي والإشعاعي معاً للحصول على المزيد من الفعالية.

العلاج الكيماوي:

تُستخدم الأدوية لقتل الخلايا سريعة الانقسام مثل: (الخلايا السرطانية التي تستمر بالانقسام لإنتاج المزيد من الخلايا، الخلايا السليمة التي تنقسم بسرعة كتلك في نقي العظم والجهاز الهضمي والجهاز التناسلي والجريبات الشعرية).

وبخلاف المعالجة الإشعاعية، والتي تعالج فقط الجزء المعرض للأشعة، فإن العلاج الكيماوي يؤثر على كامل الجسم، لذا يستخدم لعلاج الانتقالات الورمية.

ولم يتضح بعد دور العلاج الكيميائي في معالجة الأمراض الخبيثة لأنَّ بعض الدراسات لم تعطي نتائج إيجابية، وبالرغم من ذلك، فإنه علاج فعال للساركومة العضلية المخططة.

وبالإضافة للعلاج الكيماوي, فإن هناك  دراسات تتم باستخدام  بعض الأدوية تسمى العلاجات الموجهة والتي تعمل من خلال كبح بعض الأنزيمات اللازمة لنمو الورم.

Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookVisit Us On YoutubeCheck Our FeedVisit Us On Instagram