كيف تخبر طفلاً بأن أحد والديه يعانى من السرطان؟

يعتبر عمر الطفل عنصراً هاماً جداً عند اتخاذ القرار بتبليغه بإصابة أحد الوالدين بمرض السرطان، وهو أيضاً العنصر الرئيسى الذى يحدد القدر المناسب من المعلومات التى يستطيع استيعابها.

ومن الهام أن نكون صادقين فيما نخبرهم به، كى يصبح لديهم القدرة على استيعاب الأمر، وكذلك القدرة على تهيأة أنفسهم للتغيرات التى ستطرأ على الأسرة. فالأطفال بطبيعتهم يألفون الجو الأسرى المستقر، وهذا يمنحهم شعوراً بالأمان، ولكن عندما تطرأ تغيرات مفاجئة وتكون الصورة المستقبلية للأسرة غير متوقعة، فهذا يجعل من الأفضل إبلاغهم بمرض أحد الأبوين، كى لا يصابوا بالصدمة النفسية عند حدوث أى تطورات غير معلومة بالنسبة لهم.

وطبيعة المعلومات المقدمة للطفل تختلف كما قلنا تختلف حسب عمره: فالطفل من عمر 8 سنوات فما أقل ليس بحاجة إلى كثير من المعلومات المفصلة، بعكس الأطفال لأكبر من 8 سنوات أو فى فترة المراهقة، فالطفل فى هذه السن لديه شخصيته الواضحة وقدرته على ادراك الظروف المحيطة بشكل أكبر، وحاجته إلى مزيد من المعلومات أيضا يكون أكثر. كما أن قدرته على الاعتناء بنفسه تكون أعلى ويصبح فى غير حاجة إلى نفس القدر من رعاية الأبوين كما هو الحال فى السن الصغير.

ولكن أيا كان عمر الطفل، فهناك مجموعة من المعلومات الاساسية التى ينبغى أن يعرفها عن مرض أحد أبويه وهى:

– نوع السرطان الذى يعانى منه المريض..

– مكان هذا المرض فى الجسم.

– كيفية علاجه.

– ما هو تأثير هذه الظروف على حياة الطفل.

ثم نأتى الى الخطوة الهامة وهى كيفية ابلاغ الطفل بهذا الأمر:

– اختيار الوقت المناسب والذى يشعر فيه الشخص البالغ بقدرته على الحديث عن هذا الأمر بقدر من هدوء الأعصاب.

– ترتيب الافكار مسبقا وترتيب النقاط التى سيبلغ بها الطفل بتسلسل زمنى.

– إذا كان هناك أكثر من طفل، فيفضل التحدث إلى كل طفل منفرداً، وانتقاء الكلمات المناسبة لمرحلته العمرية.

– منح الطفل الوقت كى يسأل عما يدور فى ذهنه، ومحاولة الإجابة على اسئلته بهدوء وفى ضوء المعلومات المتاحة  دون أى اجتهادات أو محاولات لاستباق الأحداث.

– محاولة  تكرار هذه الجلسات بانتظام مع الطفل خلال وقت العلاج وبعد الانتهاء منه، فهذا يمنح الطفل قدر كبير من الاطمئنان والراحة النفسية.

مثال عن كيفية الحديث لطفل أقل من 8 سنوات :

فى البداية ينبغى أن تخبره أن الجسم يتكون من مجموعة مختلفة من الأجزاء، وأن كل جزء من الجسم لديه وظيفة محددة. وحدوث السرطان معناه أن جزء من الجسم أصيب بمشكلة ولم يعد يؤدى وظيفته بشكل طبيعى. وينبغى التعامل مع هذا الجزء غير الطبيعى ومحاربته حتى يستطيع الجسم أن يهزمه ويعاود القيام بوظيفته بشكل طبيعى مرة أخرى. وكى نساعد الجسم فيجب أن نتلقى العلاج المناسب.

ويجب احتواء الطفل والحديث إليه بشكل ودود، فبعض الأطفال قد يحدث لديهم الشعور بالذنب تجاه مرض أحد والديه، ويكمن فى داخله الشعور بالمسئولية تجاه ما حدث. لذا ينبغى التأكيد على أن هذا المرض ليس له دخل بسلوك معين من الطفل، وأنه من عند الله، وأننا بحاجة إلى طلب الشفاء من الله.

من الهام أيضاً إبلاغ الطفل أن السرطان لا ينتقل بالتلامس وليس مرضاً معدياً. وإنه مرض مختلف عن الحمى والانفلونزا وغيرها من الأمراض القريبة من ذهن الطفل. كذلك من الهام طمأنة الطفل أن المرض لم يعد خطيراً كما كان فى الماضى، وأن العلاج أصبح أسهل من قبل، وأن الشفاء منه أصبح سهلاً.

وفى نهاية الحديث، ينبغى أن تمنح الطفل الفرصة كى يقوم بدور إيجابي فى الأمر، كأن يحافظ على نفس اسلوب تعامله مع والده أو والدته المريضة، ومداومة نفس التصرفات المعتادة له، مثل تقبيل واحتضان والده أو والدته كما كان يفعل دائما. وعدم تجاهل مشاعرالخوف أو الحزن لديه، والإبقاء على معاملته باهتمام وعدم تجاهل حديثه أو التقليل من شأن ما يقول وإن كان فى بعض الأحيان بعيداً عن الواقع ومائلاً بقدر كبير الى الخيال.

Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookVisit Us On YoutubeCheck Our FeedVisit Us On Instagram