الخصيتان هما الغدد الجنسية الذكرية، وتقعان خلف القضيب داخل كيس جلدي يدعى (الصفن)، والخصية بطبيعتها ملساء وبيضاوية الشكل وتميل إلى الصلابة، وإذا حدث تغير في الإحساس بالخصيتين من شهر لآخر فعندها يجب إعلام الطبيب بذلك، وتكتشف أغلب سرطانات الخصية عن طريق الرجال أنفسهم سواء كان ذلك بمحض الصدفة أو عند إجراء الفحص الذاتي للخصية.
وظيفة الخصيتان:
تنتج الخصيتان الحيوانات المنوية وتخزنها، كما أنهما المصدر الأساسي للهرمونات الذكرية في الجسم، حيث تتحكم هذه الهرمونات في نمو الأعضاء التناسلية والسمات الذكرية الأخرى، كشعر الجسم والوجه والصوت الأجش والأكتاف العريضة.
سرطان الخصية:
هو أحد أكثر أنواع السرطانات شيوعاً بين الشباب المتراوح أعمارهم ما بين 15 و 34 سنة، ولكنه قد يصيب من هم أكبر سناً، لذلك يجب أن ينتبه له جميع الرجال.
الأعراض:
يسبب سرطان الخصية عدة أعراض، وهذه هي بعض علامات الإنذار التي يجب أن ينتبه إليها الرجال:
– وجود كتلة في أي من الخصيتين.
– ظهور أي تضخم في الخصية.
– إحساس بثقل في الصفن.
– ألم في أسفل البطن أو المنطقة الأربية.
– تجمع مفاجئ للسوائل في الصفن.
– ألم أو إحساس بعدم الراحة في الخصيتين أو الصفن.
وهذه الأعراض ليست علامات أكيدة على وجود سرطان الخصية، فقد تسببها أمراض أخرى، ولكن من الضروري مراجعة الطبيب في حالة استمرار أي من هذه الأعراض لأكثر من أسبوعين، يجب تشخيص وعلاج أي مرض بأسرع ما يمكن، وخاصة سرطان الخصية، وذلك لأنه كلما تم اكتشافه وعلاجه أبكر كلما كانت فرص الشفاء التام منه أكبر.
تحديد مرحلة المرض:
إذا كان الشخص مصاباً بسرطان الخصية، فلابد من معرفة المرحلة التي وصل إليها أو مدى انتشاره في الجسم، وما إذا كان قد امتد من الخصيتين إلى أجزاء أخرى من الجسم ام لا.
ويشمل تحديد مرحلة المرض إجراء فحص جسدي تام، فحوص للدم، أشعة سينية وتصوير مقطعي، وتحتاج بعض الحالات إلى الجراحة.
ويجرى لأغلب المرضى تصوير بالأشعة المقطعية، كما يجرى للبعض الآخر تصوير ملون للكلى والمثانة، وهو عبارة عن أشعة سينية تستخدم خلالها صبغة معينة لإظهار الجهاز البولي، ومن المفيد كذلك إجراء تصوير بالموجات فوق الصوتية التي تكون صورة من صدى الموجات الصوتية العالية التردد التي تبثها الأعضاء الداخلية.
وتجرى الفحوص المخبرية الخاصة للكشف عن مكونات معينة في الدم يطلق عليها (واسمات الورم) أو (دلالات الأورام) وذلك لأنها عادة ما توجد بكميات غير طبيعية عند المرضى المصابين ببعض أنواع السرطان، كما تساعد معرفة مستويات أنواع معينة من (واسمات الورم) في الدم الطبيب على تحديد نوع سرطان الخصية الذي يعاني منه المريض.
خطة العلاج:
تعتمد خطة علاج سرطان الخصية على نوع السرطان والمرحلة التي وصل إليها المرض، كما يأخذ الطبيب في الحسبان سن المريض وصحته العامة.
طرق العلاج:
يمكن علاج سرطان الخصية بالجراحة أو العلاج الإشعاعي أو العلاج الكيميائي، وقد يستخدم الطبيب طريقة واحدة فقط، أو يجمع بين أكثر من طريقة، وعادة ما يحال المرضى إلى مراكز طبية متخصصة في علاج سرطان الخصية.
الجراحة:
تكون الجراحة في معظم الحالات لإزالة الخصية، وقد يكون من الضروري أيضاً في بعض الأحيان إزالة بعض العقد اللمفية في البطن، وقد يقترح الطبيب المعالج أحياناً بعد العلاج الكيميائي إزالة ما تبقى من الأورام جراحياً بشكل تام أو جزئي.
العلاج الإشعاعي:
يستخدم في العلاج الإشعاعي أشعة عالية الطاقة لتدمير الخلايا السرطانية وإيقاف نموها، ويعتبر العلاج الإشعاعي علاجاً موضعياً مثله في ذلك مثل الجراحة، وهو يؤثر في خلايا المنطقة المراد علاجها فقط.
كما أن بعض أنواع سرطان الخصية لديها حساسية عالية تجاه الإشعاع، حيث يجري للمصابين بهذه الأنواع علاجاً إشعاعياً للعقد اللمفية في البطن بعد الجراحة، في حين توجد أنواع أخرى ليس لديها حساسية تجاه الإشعاع، ويحتاج المصابين بها لنوع آخر من العلاج كالعلاج الكيميائي مثلاً.
العلاج الكيميائي:
هو استخدام العقاقير لعلاج السرطان، وينصح باستخدام العقاقير المضادة للسرطان عندما يكون هناك علامات تدل على انتشار المرض، ويستخدم الطبيب العلاج الكيميائي عندما يشتبه ببقاء خلايا سرطانية غير مكتشفة في الجسم بعد الجراحة والإشعاع.
المتابعة:
تعتبر فحوصات المتابعة هامة جداً لأي مريض عولج من سرطان الخصية، حيث يستمر الطبيب في مراقبة المريض عن كثب لعدة سنوات وذلك للتأكد من الشفاء التام من السرطان، وفي حال رجوع السرطان، فمن الهام جداً أن يكتشفه الطبيب فوراً ويبدأ بالعلاجات الإضافية.
وتقدر نسبة احتمالية ظهور السرطان في الخصية الأخرى لدى المرضى الذين عولجوا من السرطان في خصية واحدة حولي 1% من الحالات، وإن ظهر السرطان في الخصية الأخرى فذلك يعتبر على الأغلب مرضاً جديداً وليس انتشاراً للورم الأول.
ويجب أن يفحص الطبيب المرضى بشكل منتظم، كما أن عليهم أن يستمروا في إجراء الفحص الخصوي الذاتي كل شهر، ويجب إبلاغ الطبيب فوراً دون تأخير في حالة ظهور أية أعراض غير طبيعية، فكلما اكتشف الورم الجديد بشكل مبكر أكثر كلما ازدادت الفرصة للشفاء منه، كما هو الحال في السرطان الأول الذي أصيب به المريض.
التكيف مع المرض:
عندما يصاب شخص ما بالسرطان فقد تتغير حياته وحياة المحيطين به، وقد يكون من الصعب التعامل مع هذه التغيرات في حياته اليومية، ومن الطبيعي حدوث تغير وتشوش في العواطف أحياناً عندما يعرف المريض بأنه مصاب بالسرطان الخصوي.
وفي بعض الأحيان قد يشعر المريض وأفراد عائلته بالخوف أو الغضب أو الاكتئاب، وقد تختلف مشاعرهم ما بين الأمل واليأس أو الشجاعة والخوف، وعادة ما يستطيع المرضى التعامل مع هذه المشاعر بشكل أفضل إذا تكلموا عن مرضهم وأشركوا مشاعرهم مع أفراد أسرتهم وأصدقائهم.
ومن الشائع القلق فيما يتعلق بالمستقبل وإجراء الفحوصات الطبية والعلاج وكذلك الإقامة في المستشفى ومصاريف العلاج الطبي والحياة الجنسية أيضاً، وقد يساعد التحدث مع الأطباء والممرضات وأعضاء الفريق الطبي في تخفيف الخوف والتشوش.
وعلى المرضى أن يسألوا عن مرضهم وعلاجه، كما يجب عليهم أن يكونوا جزءاً فعالاً في اتخاذ قرارات العناية الطبية بهم، وكثيراً ما يجد المرضى وأعضاء أسرهم أنه من المفيد أن يكتبوا الأسئلة التي تخطر على بالهم من أجل تحضيرها في الزيارة القادمة للطبيب، كذلك فإن تدوين الملاحظات أثناء الحديث مع الطبيب يساعد على التذكر، وعلى المرضى أن يطلبوا من الطبي.
الاكتشاف والتشخيص:
يستطيع كل رجل مساعدة نفسه وذلك بإجراء فحص خصوي ذاتي كل شهر وبأخذ مواعيد منتظمة للفحص تتضمن الفحص الخصوي وكذلك بمراجعة الطبيب بشكل فوري في حالة ملاحظة أية أعراض تدل على وجود مرض خصوي.