الشعور بالقلق، والخوف، وعدم اليقين، والغضب، والحزن وغيرها هى مشاعر مشتركة لدى مرضى السرطان وعائلاتهم. فهي ردود فعل طبيعية للضغوط النفسية التى تصيب البعض عند معرفتهم بظهور السرطان لدى احد افراد الاسرة.
قد يكون لدى المريض مشكلة مع واجباته العائلية مما يفقده السيطرة على امور حياته، وقد تكون هذه التغييرات في رد فعله، أو صدمته لمعرفة ان لديه سرطاناً مما قد يؤدي به إلى مشاعر خوف أو القلق.
والكثير من الناس يشعرون بهذا القلق وبلا شك حول المستقبل وحول المعاناة والألم والمجهول، ومن الطبيعي أن يصاب الانسان بالقلق حول التغيرات التى ستحدث في جسمه نتيجة للمرض ولتأثيرات الأدوية، كما قد ينشأ الخوف نتيجة للقلق حول علاقته بالآخرين، وكونه عبئاً عليهم.
هذه الضغوطات النفسية قد تكون أكثر من اللازم، فلا يستطيع التعامل معها كدفعة واحدة، وقد يصاب أفراد الأسرة بهذه المشاعر أيضاً، فمن الطبيبعى أن يتالم الإنسان عند معرفة أن أحد أحبائه مصاب بالسرطان، وقد يشعرون بالذنب والإحباط في حالة عدم التمكن من “فعل ما فيه الكفاية من وجهة نظرهم”، وقد ينشأ هذا الشعور أيضاً نتيجة عدم القدرة على تحقيق التوازن بين العمل ورعاية الأطفال ورعاية المريض ذاته، وغيرها من المهام، جنباً إلى جنب.
وفي بعض الأحيان، قد يصبح المريض متطلب أكثر من اللازم مما قد يدفع المحيطين إلى الاحساس بالذنب، وأحيانا إلى الاكتئاب، وربما عدم القدرة على التعاطى بشكل جيد مع الحياة يوما بعد يوم.
وإذا حدث ذلك، فإنه غالبا ما يحتاج المريض و الأسرة للحصول على مساعدة من الطبيب النفسي.
مؤشرات يجب التنبه لها:
– الشعور بالقلق او الضغط النفسى.
– صعوبة التفكير وحل المشكلات أو اتخاذ القرارات (حتى فى الامور البسيطة).
– تعكر المزاج، وضيق الصدر، وأحيانا الشعور بالذعر.
– الوسواس أو الشعور بعدم الارتياح وترقب أحداث سيئة.
– آلام الرأس.
– التصرفات غير المعتادة والعنف تجاه الآخرين.
– مشكلة تواكب التعب، والألم، والغثيان، وأعراض أخرى.
– اضطرابات النوم.
ما على المريض واسرته القيام به:
- التحدث عن المشاعر والمخاوف التي قد يشعر بها المريض أو أفراد العائلة، فلا بأس أن يشعر بالحزن والإحباط ولكن لا ينبغى الاستسلام لها.
- اتخاذ القرار جنبا إلى جنب مع العائلة أو مقدم الرعاية حول الأشياء التي يمكن القيام بها لدعم بعضهم البعض.
- عدم لوم النفس أو الآخرين عندما يشعر بالقلق والخوف. وبدلا من ذلك، النظر في الأفكار، والمخاوف، والمعتقدات حول ما يجري في حياة المريض.
- الحصول على المساعدة من خلال في شخص أو مجموعة الدعم عبر الإنترنت.
- الطلب من الطبيب المعالج أن يحوله إلى طبيب متخصص فى الصحة النفسية الذي يمكن أن يوفر للمريض ولافراد العائلة الدعم النفسى المطلوب.
- اللجوء إلى الدعاء والصلاة، والتأمل، وغيرها من وسائل الدعم الروحي.
- اللجوء الى تمارين التنفس العميق وتمارين الاسترخاء عدة مرات في اليوم.
- التقليل من الكافيين (القهوة والشاي ومشروبات الطاقة). فهى من الممكن ان تجعل القلق أسوء.
دور مقدمي الرعاية:
- دعوة أهل المريض لاجراء مشاورات حول المخاوف التى بداخلهم.
- عدم إجبار أهل المريض على التحدث قبل أن تكون لديهم الجاهزية.
- الاستماع بعناية دون الحكم على مشاعرهم.
- التحدث مع أهل المريض حول ما يمكنه القيام به لدعمهم.
- توجيه المريض وأهله للحصول على الدعم النفسى من خلال مجموعات أو المشاورة منفردين.