أسباب وعوامل خطورة الإصابة بسرطان البنكرياس

البنكرياس هو عضو في البطن يقع خلف المعدة وهو المسئول عن افراز الانسولين فى الدم كما ان له دور هام فى عملية هضم الطعام . وسرطان البنكرياس هو سرطان مُميت، مما يجعله السبب الرابع للوفاة في العالم. يؤدي سرطان البنكرياس الى الوفاة في أكثر من 90% من الحالات وذلك بسبب تشخيصه المتأخر، حيث تظهر الأعراض فقط في المراحل المتقدمة، ويكون قد انتشر لأعضاء اخرى.

انواع سرطان البنكرياس

يُصنف سرطان البنكرياس الى نوعين رئيسيين:

1- السرطان الغدي (Adenocarcinoma): وهو السرطان الذي ينشأ من خلايا غدد الافراز الخارجي. ويُمثل أكثر من 90% من حالات سرطان البنكرياس، وهو الأكثر شيوعاً، لذا غالباً ما يُطلق اسم سرطان البنكرياس على هذا النوع.

2- عدة أنواع من سرطان البنكرياس والتي تنشأ من الخلايا التي تُفرز الهرمونات. مثال على ذلك هو ورم الجزيري (Insulinoma) والذي ينشأ من الخلايا التي تُفرز الانسولين.

أسباب وعوامل خطورة سرطان البنكرياس

عادة ما يصيب هذا الورم كبار السن . وهماك عدة عوامل  تؤدي لتحولات سرطانية في خلايا البنكرياس  ويتسبب سرطان البنكرياس. أهم العوامل والأسباب لسرطان البنكرياس هي:

– التدخين.

– المشروبات الكحولية.

– العمر، فكلما تقدم الجيل زاد الاحتمال للاصابة بسرطان البنكرياس.

– التغذية، فلها تأثير على البنكرياس، حيث أن التغذية التي تفتقر للألياف وتكون مُشبعة بالدهنيات تزيد من احتمال الاصابة بسرطان البنكرياس.

– السمنة.

– التهاب البنكرياس المزمن، حيث يؤدي الى أضرار مُستمرة في خلايا البنكرياس ويزيد من احتمال الاصابة بسرطان البنكرياس.

– السكري، حيث توجد علاقة بين السكري وسرطان البنكرياس، لكن حتى الان لا يُعرف اذا ما كان السكري هو سبب لسرطان البنكرياس أم أنه نتيجة له.

– مواد صناعية، وأبرزها المواد الموجودة في بعض صبغات الشعر مثل Betanaphthyamine.

– العوامل الوراثية، ولا تُعرف ما هي العوامل الوراثية الدقيقة، لكن اصابة أحدهم بسرطان البنكرياس يزيد من احتمال الاصابة به لدى الأقرباء من الدرجة الأولى (أي الأخ، الأخت، الأولاد والوالدين).

– أمراض وراثية ومتلازمات عديدة تزيد من احتمال الاصابة بسرطان البنكرياس، اذا ما كان الشخص مُصاب بها.

 أعراض وعلامات سرطان البنكرياس

 قد يكون سرطان البنكرياس عديم الأعراض، وتظهر أعراضه فقط في مراحل متقدمة، وحتى بعد انتشاره الى أعضاء الجسم. تختلف أعراض سرطان البنكرياس وفقاً لمكان وجوده.

حيث أن رأس البنكرياس هو المكان الأكثر عرضةً للاصابة بسرطان البنكرياس. رغم ذلك، فان سرطان البنكرياس قد يُصيب ذنب البنكرياس، وعندها تختلف الأعراض قليلاً. أهم الأعراض والعلامات التي يشكو منها المريض هي:

– ألم البطن:

قد يكون الألم مجرد عدم راحة غير محددة في رأس البطن. الا أن الألم قد يكون شديداً، ومزمناً لأسابيع. عادةً فان الألم يكون في رأس البطن ويشع الى الظهر، كما أنه يسوء مع التنفس العميق ويتحسن أثناء الانحناء الى الأمام. يبرز الألم في حالات وجود السرطان في ذنب البنكرياس.

– اليرقان:

أي اصفرار الجلد وبياض العينين. يكون اليرقان اذا ما أدى سرطان البنكرياس الى انسداد خروج الصفراء من قناتها مما يجعل البيليروبين يتراكم ويؤدي لليرقان. يظهر اليرقان اذا ما كان السرطان في رأس البنكرياس.

– الحكة.

– البول داكن اللون والبراز فاتح اللون: ويحدث الأمر اذا ما تراكم البيليروبين نتيجةً لانسداد خروج الصفراء في حال كان السرطان في رأس البنكرياس.

– الغثيان والقيء.

– فقدان الوزن، ويفقد المريض وزنه بعشرات الكيلوغرامات في أغلب الحالات.

– الاستسقاء، ويحدث اذا ما انتشر سرطان البنكرياس لجوف البطن.

– تضخم المرارة، ويحدث اثر تراكم الصفراء في حال انسداد خروج الصفراء. يمكن ملاحظة تضخم المرارة باللمس أثناء الفحص الجسدي، وتكون غير مؤلمة.

ان الحالة التقليدية لسرطان البنكرياس هي الشخص كبير السن والذي يشكو من اليرقان دون ألم البطن أو أنه يشكو من ألم مزمن في رأس البطن مع فقدان الوزن الملحوظ.

مضاعفات سرطان البنكرياس

 قد يؤدي سرطان البنكرياس الى عدة مضاعفات، أهمها:

– السكري: يؤدي سرطان البنكرياس للسكري وذلك لأنه يُدمر الخلايا التي تُفرز الانسولين.

– التهاب الوريد الخثاري المتنقل (Migratory Thrombophlebitis): وهو عبارة عن التهاب في الأوردة في الجسم، خاصةً أوردة الأرجل، والذي يُصاحبه تخثر في الوريد ثم جلطة دموية. تظهر هذه الحالة في انواع أخرى من السرطان.

– التهاب البنكرياس المزمن.

– انسداد الأمعاء أو الاثني عشر اذا ما انتشر البنكرياس اليها، ويؤدي لألم البطن والقيء.

– سوء الامتصاص: عند سرطان البنكرياس، فان البنكرياس يفقد القدرة على افراز العصارات الهضمية والتي تحوي انزيمات لازمة للهضم، مما يؤدي لسوء الامتصاص وفقدان الوزن.

انتشار سرطان البنكرياس

 غالباً ما يتم تشخيص سرطان البنكرياس في المراحل المتقدمة ويكون قد انتشر لأعضاء أخرى. قد ينتشر سرطان البنكرياس على النحو التالي:

– العقد اللمفاوية (Lymph Nodes): الموقع الأكثر عرضةً للاصابة بسرطان البنكرياس، وخاصةً تلك التي تُحيط بالبنكرياس أو في جوف البطن. كما أن سرطان البنكرياس ينتشر للعقد التي تكون فوق عظمة الترقوة، أو حول السرة.

– الصفاق (Peritonum): اذا ما انتشر سرطان البنكرياس في الصفاق وجوف البطن فانه يؤدي للاستسقاء.

– الكبد: عند انتشار سرطان البنكرياس للكبد فانه يؤدي لأعراض تتعلق بالكبد، كألم البطن الأيمن العلوي، تضخم الكبد، الاستسقاء، اليرقان وأخرى.

– قد ينتشر سرطان البنكرياس لأعضاء أخرى كالعظام والدماغ والرئتين، الطحال أو لأعضاء الجهاز الهضمي.

تشخيص سرطان البنكرياس

 اذا ما كان الشخص يشكو من أعراض ملائمة لسرطان البنكرياس، عليه التوجه للطبيب.

يحتاج الطبيب للتاريخ المرضي ويستمع للأعراض التي يشكو منها المريض، كما أنه يقوم بالفحص الجسدي لملاحظة علامات سرطان البنكرياس. كما يحتاج الطبيب الى اختبارات عديدة تُساعده على التشخيص، وهي:

اختبارات الدم: والهدف من اختبارات الدم فحص عدة أمور:

– البيليروبين والذي يكون مرتفعاً اذا وجد اليرقان.

– انزيمات الكبد والتي قد تكون مرتفعة في حال وجود اليرقان، أو عند انتشار سرطان البنكرياس للكبد. أهم الانزيمات هو  انزيم الفوسفاتاز القلوي (ALP- Alkaline Phosphatase).

– المؤشرات السرطانية: المؤشرات السرطانية هي مواد تُفرزها الخلايا السرطانية. نوعين من المؤشرات السرطانية قد تكون مرتفعة في حال سرطان البنكرياس، الا أنها تفتقد للنوعية ويمكن ان ترتفع في حالات أخرى. تشمل CEA و CA 19-9. تُستخدم المؤشرات السرطانية وخاصةً CA 19-9  لمتابعة سرطان البنكرياس.

الاختبارات التصويرية: وهدفها تشخيص سرطان البنكرياس، تحديد مكانه، تحديد انتشاره داخل البنكرياس وخارجه، وتقدير اذا ما أمكن القيام بعملية جراحية أم لا. العديد من الختبارات تُستخدم وأهمها:

– التخطيط فوق الصوتي (Ultrasound): ويمكن من خلاله ملاحظة كتلة الورم في البنكرياس.

– التصوير الطبقي المحوسب (CT- Computerized Tomography): ويمكن تصوير البطن فقط لتشخيص سرطان البنكرياس، كما بالامكان تصوير أعضاء أخرى وعندها الملاحظة اذا ما كان السرطان منتشراً أم لا. كما أن التصوير الطبقي المحوسب من أهم الاختبارات لتحديد قابلية الورم للمعالجة الجراحية، ولمتابعة علاج سرطان البنكرياس.

– التصوير المقطعي بالاصدار البوزيتروني (PET- Positron Emission Tomography): اختبار تصويري اخر، وتكمن أهميته في امكانية تشخيص الأورام السرطانية الصغيرة في البنكرياس والتي لا يقدر التوير الطبقي المحوسب اكتشافها.

– تصوير البنكرياس بالتنظير الباطني بالطريق الراجع (ERCP- Endoscopic Retrograde Cholangiopancreatography): يُستخدم في حالات وجود اليرقان، ورغم ذلك لم يظهر ورم في التصوير الطبقي المحوسب. لذا الهدف منه هو تشخيص سبب اليرقان، كما يُمكن استخراج عينة من البنكرياس أثناء الاختبار.

الخزعة (Biopsy): في حالات مُعينة فان الطبيب بحاجة لاستخراج عينة من البنكرياس أو الورم لتشخيص سرطان البنكرياس، بعد فحص العينة تحت المجهر. يُمكن استخراج العينة بواسطة ابرة مُعدة لذلك أثناء اجراء التخطيط فوق الصوتي للبنكرياس أو التصوير الطبقي المحوسب أو حتى أثناء تصوير البنكرياس بالتنظير الباطني بالطريق الراجع. رغم ذلك، يمكن اجراء العملية الجراحية دون استخراج العينة وعوضاً عن ذلك استخراج العينة أثناء استئصال الورم خلال العملية الجراحية.

تصنيف مراحل سرطان البنكرياس

 الهدف من تصنيف مراحل سرطان البنكرياس هو معرفة مدى انتشاره. يتم تصنيف سرطان البنكرياس وفقاً للأمور التالية:

– حجم الورم.

– انتشار الورم وفقاً للاختبارات التصويرية.

ولكن التحديد النهائي لتصنيف مراحل سرطان البنكرياس يكون خلال العملية الجراحية فقط. يُصنف سرطان البنكرياس الى أربعة مراحل، حيث أن المرحلة الأولى هي الحالات المبكرة فيما المرحلة الرابعة هي المرحلة المتقدمة التي ينتشر فيها سرطان البنكرياس لأعضاء الجسم كالكبد. هدف اخر من تصنيف مراحل سرطان البنكرياس هو تحديد العلاج، حيث أن العلاج يختلف وفقاً للمراحل.

علاج سرطان البنكرياس

 توجد عدة امكانيات لعلاج سرطان البنكرياس، حيث أن المعالجة الجراحية لاستئصال الورم أو البنكرياس هي الامكانية الأفضل. من المفضل أيضاً اضافة علاج اخر كالعلاج بالأشعة والعلاج الكيميائي. الا أن معظم حالات سرطان البنكرياس تُكتشف في المراحل المتقدمة والغير قابلة للجراحة. في هذه الحالات فان العلاج الكيميائي والأشعة يُستخدمان لعلاج سرطان البنكرياس، بالاضافة الى علاجات مُلطفة للألم والأعراض.

تُعالج المرحلة الأولى والثانية من سرطان البنكرياس بالمعالجة الجراحية، أما المرحلة الثالثة والرابعة بالكيميائي والأشعة.

المعالجة الجراحية:

هناك عدة طرق للمعالجة الجراحية في حال سرطان البنكرياس، ويختلف الأمر وفقاً لمكان وجود الورم:

عملية ويبل (Whipple procedure): تُجرى للأورام في رأس البنكرياس. بعد التخدير الكلي، يُشق البطن ويتم استئصال رأس البنكرياس، الاثني عشر، جزء من الأمعاء الدقيقة، جزء من المعدة، والمرارة والقناة الصفراء. تستغرق العملية عدة ساعات. في السابق كان لهذه العملية العديد من الأعراض الجانبية، وفشلت كثيراً. أما اليوم، فان نسبة النجاح عالية، لكن رغم ذلك فالمرضى اللذين يستطيعون المرور بها هم قلائل. من المفضل اجراء عملية ويبل في مركز مُختص بذلك.

استئصال البنكرياس القاصي (Distal Pancreatectomy): وهي العملية الجراحية التي تُجرى للأورام في ذنب البنكرياس حيث يتم استئصاله فقط. رغم أن العملية غير معقدة كعملية ويبل، الا أن حالات السرطان في ذنب البنكرياس غالباً ما تُكتشف في المراحل التي لا يُمكن اجراء العملية فيها.

العلاج الكيميائي والعلاج بالأشعة

من المفضل استخدام العلاج الكيميائي مع العلاج بالأشعة سويةً، حيث أن الأمر يُحسن نتائج العلاج، ويزيد من احتمالات الشفاء.

ويُستخدم العلاج بالأشعة والكيميائي في الحالات التالية:

– علاج اضافي للمعالجة الجراحية، اذ من المفضل فعل ذلك. وذلك لأن حتى لو تم استئصال الورم بأكمله، فان بعض الخلايا السرطانية قد تبقى في الجسم ويجب القضاء عليها.

– علاج سرطان البنكرياس الغير قابل للجراحة أي المراحل الثالثة والرابعة.

– علاج سرطان البنكرياس المتنكس: أي سرطان البنكرياس الذي يعود بعد الشفاء منه.

– للتلطيف من الألم والأعراض في الحالات المتقدمة والتي انتشر فيها سرطان البنكرياس.

العلاج التلطيفي

العلاج التلطيفي هو مجموعة من امكانيات العلاج والتي هدفها تلطيف الألم والأعراض، والحفاظ على مستوى معيشة جيد للمريض. تُجرى العلاجات التلطيفية عند الحالات المستعصية لسرطان البنكرياس والتي لا يمكن جراحتها ولا تستجيب للعلاج الكيميائي والأشعة. من الممكن أن تكون العلاجات التلطيفية جراحية، اجراءات أو أدوية. أهم العلاجات التلطيفية في حال سرطان البنكرياس هي:

– تصوير البنكرياس بالتنظير الباطني بالطريق الراجع (ERCP- Endoscopic Retrograde Cholangiopancreatography): ويُستخدم لادخال دعامة (Stent) في القناة الصفراء وذلك لمنع انسدادها. الدعامة هي قطعة صغيىة من المعدن تُدخل في القناة الصفراء وتحافظ علىيها وتمنع انسدادها. يؤدي الأمر الى عدم تركم الصفراء في المرارة، ويُستخدم لتلطيف اليرقان والحكة.

– تنظير الجهاز الهضمي العلوي (Endoscopy): ويمكن بواسطته ادخال دعامة الى جوف الاثني عشر لعلاج انسداده. كما أن انسداد الاثني عشر يمكن معالجته جراحياً.

– الألم: يمكن علاج الألم بعدة امكانيات وهي:

–  الأدوية المسكنة للألم، وأكثرها استخداماً هي الأدوية الأفيونية المفعول (Opioid)، مثل المورفين (Morphine).

–  المعالجة الجراحية وذلك باستئصال الأعصاب التي تتصل بالبنكرياس وتنقل الألم.

–  حقن الأعصاب بالكحول مما يؤدي الى وقف عمل الأعصاب وتلطيف الألم. يتم الأمر خلال عملية جراحية.

–  الأشعة أحياناً تُسكن الألم.

تناول الانزيمات البديلة: عند سرطان البنكرياس، فان البنكرياس يفقد القدرة على افراز العصارات الهضمية والتي تحوي انزيمات لازمة للهضم، مما يؤدي لسوء الامتصاص. يمكن تناول انزيمات بديلة لتحسين الامتصاص والحفاظ على  الوزن

Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookVisit Us On YoutubeCheck Our FeedVisit Us On Instagram