هدى شهاب تكتب: كيف يواجه مريض السرطان وأسرته الظروف الجديدة؟

تقدم مجموعة من الإرشادات للتعامل مع مريض السرطان

الغرض هو تقديم الدعم والمساندة طوال رحلة العلاج التي تبدأ بعد تشخيص المرض، فتتوالى الأحداث بشكل سريع، ومن ثم تظهر ردود الافعال المختلفة، سواء للمريض أو أسرته، وتبدأ التساؤلات.. كيف سنواجه هذه الظروف الجديدة؟!، والتي ستؤثر بشكل كبير على نوعية الحياة الخاصة بهم.

ولعل أكثر ما يجعل هذا الابتلاء أيسر في مجتمعاتنا العربية والإسلامية، هو إيماننا بقضاء الله وقدره، فحسن الظن بالله سبحانه وتعالى في هذه الظروف، يخفف وطأة الصدمة كثيرا على المريض وأسرته، وبعدها يأتي دور الارشاد والنصح للمريض لمواجهة المخاوف الحادة خلال رحلة المريض والعلاج التي تتضمن الكثير من المشاعر والأحاسيس.. دموع.. رجاء.. إنكار للمرض.. غضب.. انتظار …. خوف من الغد.

كل هذه المشاعر تنتاب مريض السرطان خلال رحلة العلاج، وتختلف من مريض إلى آخر.. وقد تمر أسابيع طويلة على المريض لا يستطيع فيها التحكم في ردود أفعاله، وقد لا يستطيع النوم أو الأكل أو التوقف عن البكاء.

كل ذلك طبيعي جدا ومنطقي، ويأتي نتيجة للصدمة والخوف من الغد والمستقبل، وما ستحمله رحلة المرض من ضغوط نفسية وعصبية وجسدية.. وهنا يظهر دور العائلة والمقربين في المشاركة المتوازنة في هذا الأمر، ولكن..!! يكون ذلك مع اعتبار ومراعاة بعض النقاط التي لا يمكن تجاهلها، وهي:

1- إعطاء المريض الأحقية الكاملة في التحدث عن مشاعره في الوقت الذي يراه مناسباً بدون أي ضغط أو إجباره على الحديث.

2- الابتعاد عن استخدام الأساليب المباشرة التي تدفعه إلى الغضب للتعبير عن مشاعره، بل يمكن ذلك باحتواء المريض وتذكيره بالله سبحانه وتعالى في معظم الأوقات.

3- قد تظهر على المريض حالات من الغضب والقلق والانفعالات القوية في التعبير عن خوفه، وهنا لابد من عدم التعجب وإعطائه الفرصة لإخراج هذه المشاعر المكبوتة.

4- عدم استخدام بعض الكلمات الشائعة التي لن يشعر بها المرض مثل (أنت بخير – لا تقلق أمورك بخير)، فهو يعاني من مرض خطير ولا يشعر بذلك، وبهذه الطريقة قد يفقد القدرة على التعبير عن خوفه وألمه وحزنه، وعوضا عن ذلك لابد من مشاركته وإعطائه الأمل بأنه بإذن الله سيتخطى هذه المرحلة وسيشفى، ويتم تذكيره بقضاء الله وقدره.

5- لابد أن يشعر المرض أن أحباؤه حوله، ولابد أن يشعر بوجودهم ومساندتهم له في هذا العالم المتغير.

 

أخيراً.. كلمة لمريض السرطان:

عبر عن احتياجاتك كمريض وأوجد الأمل بداخلك في فترة المرض والعلاج, حيث أن حياة مريض السرطان تتضمن الكثير من التغيرات التي تطرأ، مسببة له ولعائلته بعض الاضطرابات النفسية المختلفة، وهنا لابد من اللجوء إلى الله بالدعاء، فبذلك سيجدون الطريق إلى رؤية الأمل في الشفاء، ولابد أن يتذكرون أن هناك الألاف من البشر يمرون بنفس المرحلة، فهم غير وحيدين في ذلك، وهناك طرق لإيجاد الأمل عند المرور بفترات اليأس.

الثقة بقدرة الله، والدعاء، والرجاء، والتسلح بالأمل، والرغبة في الشفاء، والعزيمة على هزم المرض، هم أسرع طرق للتغلب على الوساوس والهواجس، وعلى الحالات النفسية السيئة، ومن ثم الانتصار على المرض بإذن الله تعالى.

 

رئيسة قسم الخدمة الاجتماعية والنفسية مركز الرعاية التلطيفية

هدى شهاب

Visit Us On TwitterVisit Us On FacebookVisit Us On YoutubeCheck Our FeedVisit Us On Instagram