دعت إلى ضرورة تحري الدقة لأنها تؤدي إلى نشر السلبية والفزع بالمجتمع
استنكرت الحملة الوطنية للتوعية بمرض السرطان كان، المعلومات المغلوطة التي وردت في مسلسل “عطر الروح” الذي يعرض خلال شهر رمضان الحالي على القنوات التلفزيونية، حول مرض سرطان الرئة، مؤكدة أن مثل هذه المعلومات غير صحيحة وأنها، تؤدي إلى نشر السلبية والفزع في المجتمع، داعية القائمين على الأعمال الفنية المماثلة ضرورة تحري الدقة في مثل هذه المعلومات لما لها من تأثيرات كبيرة على الجمهور ومن بينهم المرضى.
وأوضح نائب رئيس مجلس إدارة الحملة استشاري الأورام الدكتور خالد أحمد الصالح، في تصريح صحافي بهذه المناسبة، أن الحلقة رقم 13 من مسلسل “عطر الروح” تضمنت مشهداً حول اكتشاف احدى الشخصيات اصابتها بمرض سرطان الرئة، قائلة: “للأسف مرض سرطان الرئة بالذات ما تقدر تكتشفه إلا في مراحله الأخيرة، عقب ما يكون قضى على الرئة… ما في علاج، ما في غير الألم والعذاب، العلاج الوحيد هو الموت”، مشدداً على أن مثل هذه المعلومة غير صحيحة ومفزعة وتبث الذعر بين الجمهور، كما أنها تتناقض مع توجيهات الدولة والعالم الساعية نحو تغيير الفكر والصورة السلبية حول الأمراض السرطانية.
وأكد د. الصالح أن مرض السرطان أصبح من الأمراض المزمنة، وبات يحقق نسب شفاء عالية تزيد عن 70%، وفي بعض الأنواع تتجاوز الـ 90%، وهناك عقاقير يمكن من خلالها السيطرة عليه، لافتاً إلى أن مرض سرطان الرئة له علاج بالفعل وموجود في دولة الكويت، مؤكداً أنه من الخطأ أن يوصف السرطان بأنه مرض قاتل، داعياً القائمين على مثل هذه الأعمال الفنية إلى تحري الدقة في مثل هذه المعلومات لأن آثارها سلبية جداً وقد تدمر المجتمع.
ولفت إلى أن هناك توجه في دولة الكويت ودول العالم نحو تكثيف الجهود لتغيير النظرة السلبية تجاه الأمراض السرطانية، ولنشر الصورة الصحيحة بأن السرطان أصبح مرضا مزمنا ونسب الشفاء منه باتت مرتفعة، مؤكداً أن العبارات التي تطلق في بعض المسلسلات والأعمال الفنية دون دراية “تنسف” كل هذه الجهود، وأن الواجب علينا هو بث روح الأمل والتفاؤل في نفوس الجمهور والمرضى وحثهم على العلاج ومراجعة الطبيب والاكتشاف المبكر للأمراض السرطانية، وليس اليأس والموت.
وشدد د. خالد الصالح على أن حملة كان على استعداد تام للتعامل مع كافة الجهات والمؤسسات في مثل هذه الأمور لتقديم المعلومات الصحيحة ولإعطاء الصورة السليمة عن الأمراض المزمنة، وعلى رأسها الأمراض السرطانية، وذلك بما يخدم العمل الفني درامياً، وفي الوقت نفسه يخدم التوجه نحو مكافحة الأمراض السرطانية والتوعية عبر تقديم معلومات طبية علمية صحيحة من قبل المختصين، بأن هذه الأمراض لم تعد أمراض قاتلة كما يعتقد البعض.