انطلقت أمس في مركز الكويت لمكافحة السرطان فعاليات الأسبوع الخليجي الرابع للتوعية بالسرطان تعزيزا للوعي الصحي بين كل الشرائح المستهدفة وحماية المجتمعات الخليجية من أخطار هذا المرض.
وقالت مديرة المركز الدكتورة خلود العلي لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) إن الحملة الخليجية الموحدة تأتي تحت مظلة المركز الخليجي لمكافحة السرطان بالتعاون مع الاتحاد الخليجي لمكافحة السرطان الذي يهدف إلى توحيد الرسائل الإعلامية ضمن منظومة دول مجلس التعاون الخليجي.
وأضافت العلي أن الحملة التوعوية تدشن للمرة الرابعة على التوالي في الخليج تزامنا مع الاحتفال باليوم العالمي لمنظمة الصحة العالمية للتوعية بمرض السرطان وحث الحكومات بمختلف هيئاتها وأفرادها على توحيد الجهود واتخاذ القرارات المناسبة للتصدي لهذا المرض مما يتطلب توعية علمية مكثفة تعتمد على الحقائق العلمية ومستجدات ونتائج الأبحاث العلمية في طب السرطان.
وذكرت أن الفعاليات تقام تحت رعاية وزير الصحة الشيخ الدكتور باسل الصباح بما يعكس اهتمام الوزارة ومركز الكويت لمكافحة السرطان بنشر التوعية والثقافة بمرض السرطان.
وبينت أن شعار الأسبوع الخليجي (40 في المئة وقاية 40 في المئة شفاء) وتعني ال 40 في المئة الأولى أن أمراض السرطان يمكن الوقاية منها بإتباع أنماط الحياة الصحية والغذاء الصحي وممارسة النشاط البدني والمحافظة على الوزن الصحي.
وأوضحت أن ال 40 في المئة الثانية تمثل نسبة زيادة الشفاء من المرض في حالة الكشف المبكر للمرض عن طريق تدريب أطباء الرعاية الأولية وأطباء الأسنان والهيئة التمريضية عن كيفية الكشف عن المرض إضافة إلى تثقيف المجتمع بأعراض المرض وأهمية الكشف المبكر.
وأكدت العلي أهمية التعاون بين المختصين من الجسم الطبي إضافة إلى جمعيات النفع العام والجهات الحكومية والخاصة في إطار الحملة الخليجية الموحدة لتعزيز الوعي الصحي وحماية المجتمع الخليجي من أخطار السرطان.
وأوضحت أن التعاون بين تلك الجهات يهدف إلى إيصال الوعي لكل فرد في المجتمع بعوامل المخاطرة التي قد تساهم في المرض سواء كانت بيئية أو تتهلق بالتغذية.
ويتولى مركز الكويت لمكافحة السرطان هذا العام تسليط الضوء على أهمية رفع الوعي الصحي على مستوى الفرد والمجتمع بشأن طرق الكشف المبكر عن السرطان وأهميته في تحسين فرص الشفاء وتحسين النظرة العامة تجاه المرضى وتبديد المفاهيم الخاطئة حول المرض والحد من الخوف منه واخفاء الإصابة به.
ويتضمن الأسبوع الخليجي لمكافحة مرض السرطان أيضا محاضرات توعوية خارج المركز في جهات عدة ونشاط (الووكاثون) أو ماراثون المشي إلى جانب مائدة غذاء صحية في أحد الأسواق وغيرها من فعاليات على مدار الأسبوع.
من جهته، اشار المدير التنفيذي للمركز الخليجي لمكافحة السرطان الدكتور علي الزهراني، الى استمرار ارتفاع عدد حالات السرطان المسجلة بين مواطني دول مجلس التعاون، بنسب تتراوح بين 4 الى 5 في المئة سنوياً، وانه من المتوقع ان يستمر هذا العدد في التزايد خلال الاعوام المقبلة وما يزيد الامر سوءا ان ما يزيد على نصف الحالات يتم اكتشافها في مراحل متقدمة من المرض، الامر الذي تتفاقم معه الاعباء الصحية والاقتصادية والاجتماعية على الشخص المصاب وعائلته والنظام الصحي بشكل عام.
بدوره قال الدكتور خالد أحمد الصالح، أمين عام الاتحاد الخليجي لمكافحة السرطان، في كلمته بمناسبة الافتتاح: من المعلوم أن الأمراض غير السارية تودي بحياة 38 مليون نسمة كل عام ، – 28 مليون حالة وفاة- والتي تعادل ثلاثة أرباع الوفيات الناجمة عن الأمراض غير السارية ، تحدث في البلدان المنخفضة الدخل والبلدان المتوسطة الدخل ، كما تشير البيانات إلى أنّ 16 مليون من الأشخاص الذين يقضون نحبهم من جرّاء الأمراض غير السارية تحدث دون سن الـــــــــ70 ، منها 8.2 مليون حالة وفاة من السرطانات (بناء على منظمة الصحة العالمية ) .
وأضاف: وفي الكويت وبناء على التقرير السنوي لسجل السرطان لعام 2014 فقد كان هناك 2467 حالة إصابة جديدة بالسرطان ، 1149 حالة بين الكويتيين و 1318 بين غير الكويتيين ، يتصدر سرطان البروستاتا بنسب الإصابة بين الرجال يليه سرطان القولون والمستقيم ويحتل سرطان الثدي المرتبة الأولى بين السيدات ، والجميع يعلم بأن هذه الزيادة تتكرر في مجتمعاتنا الخليجية نظراً لتشابه البيئة وأن مرض السرطان يزداد وقوعاً فيها أسوة ببقية دول العالم ، وقد جاء الاتفاق بين المركز الخليجي لمكافحة السرطان التابع لمجلس الصحة لدول مجلس التعاون والاتحاد الخليجي لمكافحة السرطان ليحقق واقعاً ملموساً تجاه الوقاية من السرطان بإقامة أسبوع للتوعية بالسرطان في فبراير كل عام يتم فيه إقامة العديد من الأنشطة والفعاليات الموجهة لجميع شرائح المجتمع تعمل على نشر ثقافة التوعية الصحية تجاه الأمراض السرطانية ، كذلك العمل على تحفيز المجتمعات على تبني السلوكيات وأنماط الحياة الصحية المساعدة على الوقاية من الإصابة بالسرطان .
وتابع د. خالد: واتخذ الأسبوع الخليجي شعار 40×40 ليتحقق الهدف من ورائه بانخفاض نسب الإصابة بالسرطان 40% مقابل رفع نسبة الشفاء 40% بفضل هذه الجهود الحثيثة التي يقف من ورائها أبناء الخليج المخلصون من مختصين وعاملين في مجالات التوعية والكشف المبكر والتقصي ومتطوعين يضعون هذا الشعار نصب أعينهم لإيمانهم بأن التوعية والاكتشاف المبكر أهم عنصران لتحقيق الشعار .
واختتم قائلاً: واليوم نلتقي في هذا التجمع المبارك تحت رعاية معالي وزير الصحة وبحضوركم الكريم للتأكيد على دعم وزارات الصحة بدول الخليج على استمرار هذه الأسابيع الخليجية للتوعية بالسرطان لأنها تصب في خدمة مواطني دول مجلس التعاون، وإنني أتقدم باسمكم جميعاً بالشكر لمعالي وزير الصحة على هذه الرعاية ولأصحاب القرار في مجلس الصحة لدول مجلس التعاون على دعمهم ولجميع شركاء النجاح في دولة الكويت وعلى الخير نراكم العام القادم .