تم إنشاء مجموعة “توعية بلا حدود” من خلال مجلس إدارة الاتحاد الخليجي لمكافحة السرطان عام 2014م، وتضمنت هذه المجموعة الخليجية أطباء مختصين وعلماء دين وإعلاميين بهدف نشر الوعي الصحي السليم حول أمراض السرطان ومن أجل زيادة الوعي من مخاطر السرطان وكذلك الكشف المبكر من أجل التقليل من أعباء هذا المرض على البشر.
وقد رحبت منظمة الصحة العالمية بإنشاء هذه المجموعة وتابعت رحلتها الأولى إلى اليمن والتي أثمرت نتائج إيجابية كثيرة مما حدى بالمنظمة الدولية إلى الطلب من المجموعة لزيارة جمهورية السودان، وبالفعل تم التعاون بين الاتحاد الخليجي لمكافحة السرطان وبين المركز الخليجي للسرطان في الرياض والحملة الوطنية للتوعية بمرض السرطان كان في الكويت لتشكيل الوفد والتواصل مع بيت الزكاة الكويتي الذي وافق مشكوراً على دعم الرحلة الثانية.
وقد نظم الاتحاد الخليجي لمكافحة السرطان رحلة “توعية بلا حدود” في جمهورية السودان الشقيقة وبدعم من بيت الزكاة الكويتي، وكان هدف الرحلة نشر الوعي الصحي بين المواطنين للوقاية ضد سرطان الفم وكذلك تدريب الأطباء على الكشف المبكر للسرطان.
وبدأت الرحلة بزيارة إلى قرية النوبة التي تبعد 50 كيلومترا عن العاصمة الخرطوم حيث تجمع الكثير من المرضى في مدرسة القرية التي أعيد تأهيلها لتصبح مركز فحص مبكر وعلاج.
كما تم التعاون مع أطباء الأسنان السودانيين وجمعية بسمة وتم فحص أكثر من 300 مريض وعلاج الكثير منهم فيما يتعلق بمشاكل الفم وصحة الأسنان، كما تم أخذ عينة من مريضين وتوزيع كتيبات التوعية على أهالي المنطقة وتقديم بعض أدوات الفحص كهدايا مقدمة من صندوق إعانة المرضى وكانت الروح المعنوية لسكان تلك المنطقة مفعمة بالمحبة والطيبة وعبروا عن شكرهم واعتزازهم بدول الخليج وعلى رأسها دولة الإنسانية الكويت التي أعطت صورة أخوية راقية، وقد بين بعض السكان أن مثل هذه الزيارات تعزز من روح المحبة بين الشعوب وتزيد اللحمة بين أبناء الأمة.
وقد توجه فريق الطب التلطيفي وهو الفريق الثاني للحملة إلى مدينة ود مدني التي تبعد 180 كيلو متر عن الخرطوم للمشاركة بورشة عمل في مجال العلاج التلطيفي في المعهد القومي للسرطان وقد استمرت الزيارة لمدة خمسة أيام تم من خلالها تدريب الأطباء والممرضات والمختصين في المدينة على المعالجة التلطيفية وختمت ورشة العمل الميدانية بمعاينة حالات وتدريب الطاقم على أفضل المعالجات لها .
واستمرت فعاليات “التوعية بلا حدود” في مناطق السودان لا سيما ما يتعلق بموضوع الحملة وهو سرطان الفم والرأس والرقبة حيث يستخدم بعض المواطنين مادة التمباك عن طريق مضغها بالفم وهي مثل التدخين وأسوأ في قدرتها على تغيير الأنسجة الطبيعية للفم وزيادة معدلات الاصابة بسرطان الفم التي تسعى الحملة إلى التقليل من حدوثه عن طريق المساعدة في زيادة جرعة التوعية لدى الأشقاء في السودان.
وفي اليوم الثاني من البرنامج، قامت المجموعة بزيارة كلية طب الأسنان بجامعة الخرطوم واستقبل المجموعة الدكتور عباس قريب الله، عميد كلية الأسنان وقد تم شرح هدف الرحلة ومناقشة مشاكل وأضرار التمباك وضرورة توعية وتدريب طلبة أطباء الأسنان عن طرق الفحص النظري للكشف المبكر لسرطان الفم.
وتم أيضاً تقديم محاضرة ألقاها رئيس الوفد نائب رئيس مجلس إدارة حملة كان الدكتور خالد أحمد الصالح، لطلبة طب الأسنان وأعضاء هيئة التدريس عن طرق الكشف المبكر، حيث تفاعل الحضور بشكل كبير معها وأبدوا سعادتهم واستعدادهم لنشر الوعي بالتعاون مع أشقائهم في الخليج، وكذلك أعطى استشاري الأورام في السودان الدكتور كمال حمد محاضرة عن التمباك وأضراره.
وقامت مجموعة من الوفد بزيارة ميدانية للمستشفى التابع لكلية طب الأسنان حيث ألتقت المجموعة بأطباء المستشفى وناقشوا سبل نشر التوعية بين المرضى وتبادلوا الخبرات.
وقد تم استقبال وفد من مجموعتين من الجمعيات الخيرية حيث تم توزيع أدوات طبية للفحص على مرضى سرطان الرأس والرقبة ومجموعها 6 كراتين كبيرة تحتوى على أجهزة طبية ومعدات لمساعدة هذه الجمعيات .
وفي اليوم الثالث قامت المجموعة بزيارة جامعة الرازي للعلوم الطبية واستقبل المجموعة رئيس الجامعة الدكتور أحمد عثمان رزق، الذي أبدى سعادته لزيارة الوفد وتشجيع مثل هذه الزيارات والتعاون بين الأشقاء العرب.
كما تم إلقاء محاضرة عن الكشف المبكر لطلبة الجامعة الذين أبدو تفاعلهم وحماسهم للعمل التطوعي والحث على تنظيم قوافل طبية للقرى النائية التي ينعدم فيها الوعي الصحي وتوفير العلاج اللازم.
والتقى الدكتور خالد الصالح، رئيس الوفد بوزير الصحة الإقليمي في السودان الدكتور مأمون حميدة، الذي أعرب عن سعادته بزيارة الوفد متمنيا تكرار مثل هذه الزيارات التي تعزز العلاقات بين البلدين، وقد جرت المحادثات مع السيد وزير الصحة الإقليمي عما يحتاجه السودان من مساعدات تقنية وكان الاتفاق على نقل الخبرات الخليجية في تسجيل السرطان للسودان وتم الاتفاق على تشكيل مجموعة متابعة لهذا الموضوع الهام وتمت مخاطبة الدكتور علي الزهراني، في الرياض بالمملكة العربية السعودية بصفته مسئول تسجيل السرطان في الخليج وتم الاتفاق على مخاطبة الوكالة الدولية لبحوث السرطان المسئولة عن تسجيل السرطان لعقد ورشة عمل في السودان أو في الخليج ودعوة المعنيين من أجل ضمان إنشاء السجل الوطني للسرطان في السودان، ومن المعلوم أن أي عملية توعية أو كشف مبكر أو تقييم حالات السرطان سواء من الناحية العلاجية أو البحثية تبدأ في السجل الوطني للسرطان وهذا يعكس أهمية إنساء السجل الوطني للسرطان في السودان أسوة بمعظم دول العالم.
وقام الدكتور مشاري العازمي، والدكتور محمد الصالح، بإجراء لقاء في الإذاعة السودانية للتحدث عن المجموعة وأهدافها في البرنامج الإذاعي الصفحة الأولى، حيث تم نشر الوعي عن طريق الإذاعة من خلال إرشادات وتوجيهات تصب في مصلحة مرضى سرطان الفم وتوجيه متناولي التمباك بضرورة الإقلاع عنه بسلاح قوة العزيمة والإصرار ، وتم الرد على كثير من أسئلة واستفسارات المتابعين وتقديم النصائح اللازمة للوقاية من السرطان.
وفي اليومين الرابع والخامس استمرت مجموعة الرعاية التلطيفية تدريب المختصين على أنواع التعامل مع مرضى السرطان في المرحلة المتقدمة لضمان أفضل معالجة إنسانية لهم.
واختمت الزيارة والتي استمرت طوال أسبوع بلقاء مع الدكتور كمال الدين حمد، رئيس الجمعية السودانية لمكافحة السرطان، ووضع اتفاق تعاون لتنويع نشاطات مجموعة التوعية بلا حدود لتشمل رابطة الأطباء العرب لمكافحة السرطان AMAAC وتم بالفعل مخاطبة الرابطة والتي رحبت بمشاركتها في النشاطات المستقبلية لهذه المجموعة.